الأحد، 11 مايو 2025

✍🏻 العنوسة وتأخر الزواج

 ✍🏻 العنوسة وتأخر الزواج


يا له من مشهد مؤلم يرسم واقعًا يئن تحت وطأة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية! بيوتٌ تفيض بالبنات كزهور لم تجد من يقطفها، وشبابٌ يعزف عن الزواج كطيرٍ يخشى القفص. العنوسة شبحٌ يخيم على الأفق، وغلاء المهور سدٌ منيع يحول بين القلوب ومناها.

وفي خضم هذا كله، تطل الجوالات كعيونٍ مفتوحة على عوالمَ أخرى، لتزيد من لهيب الشوق المحرّم وتوسع دائرة الفتن. فماذا يُرتجى بعد هذا كله؟ 

يا أمةً تئنّ تحت وطأة تأخر الأقدار المرسومة! يا شبابًا ويا فتيات، أينعت زهور أعماركم ولم تُقطف، وتطلعت قلوبكم إلى سكنٍ ومودةٍ ورحمةٍ فاصطدمت بصخور الواقع!

تأخر الزواج غصة في حلوق الأيام، وسؤالٌ مرٌّ يتردد في جنبات البيوت. فتياتٌ كاللآلئ المصونة ينتظرن فارس الأحلام على صهوة القدر، وشبابٌ تواقٌ للاستقرار يرى حلمه يتبخر أمام لهيب الأسعار.

العنوسة شبحٌ أسود يخيم على مستقبل أمتنا، يسرق بهجة العمر، ويطفئ جذوة الشوق النبيل، ويفتح أبوابًا موصدة كانت عصية على الفتن. إنها ليست مجرد تأخير لإجراء اجتماعي، بل هي جرح عميق في الروح، ووحدة قاسية تنهش من الداخل.


أما غلاء المهور وتكاليف الأعراس الباهظة، فهي قيودٌ ثقيلة تكبّل الأيدي الشابة الطامحة لبناء عش الزوجية. تحول بين القلوب المتآلفة وبين تحقيق سنة الحياة، وتجعل الزواج مشروعًا مرهقًا بدلًا من أن يكون ميثاقًا غليظًا مباركًا.

ثم تأتي تلك الحجة الواهية، بناء المستقبل وإتمام الدراسة! وهل يتعارض بناء المستقبل مع بناء أسرة؟ وهل يكتمل التحصيل العلمي مع فراغ الروح والوحدة القاتلة؟ إنها أعذارٌ تخفي خلفها خوفًا من المسؤولية، أو انغماسًا في لذائذ وقتية، أو استسلامًا لضغوط مجتمعية زائفة.

والأدهى والأمرّ، ذلك المستنقع الآسن الذي يتكون من الاختلاط المفتوح بين الشباب والفتيات في كل مكان! مدارس وجامعات وإدارات ومستشفيات، ساحاتٌ خصبة للفتن، وميادين واسعة للزلل. نسمع قصصًا تدمي القلوب، وحكاياتٍ تقشعر لها الأبدان، عن علاقات محرمة بدأت بنظرة عابرة، وانتهت بفواحش عظيمة. اكتفاءٌ بالزنى! أي انحدارٍ هذا؟ وأي ضياع للقيم والأخلاق؟

أين دور الدول التي ترعى شؤون رعاياها؟ أين مسؤولية الآباء الذين ائتمنهم الله على فلذات أكبادهم؟ أين حكمة العقلاء الذين يرون ببصيرة نافذة عواقب الأمور؟ أين وعي الشباب الذين هم عماد المستقبل؟ أين فطنة البنات اللاتي هنّ زينة الحياة؟ أين شفقة الأمهات اللاتي يعرفن حرقة الفقد والوحدة؟

يا أولي الألباب، إن المعالجة وهمٌ إذا لم تكن جذرية شاملة. يجب أن تتضافر الجهود، وأن تتكامل الأدوار.

على الدول أن تسن القوانين التي تسهل الزواج وتحارب الغلاء. 

على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة، وأن يربوا أبناءهم على العفة والمسؤولية. على العقلاء أن ينشروا الوعي، وأن يحذروا من مغبة الانزلاق في مهاوي الرذيلة. 

 وعلى الشباب والفتيات أن يتحلوا بالعزيمة، وأن يرفضوا الأعذار الواهية. على الأمهات أن يكنّ ناصحات أمينات، وأن يزرعن في نفوس بناتهن قيمة الحياء والستر.

إنها مسؤولية جماعية، وأمانة عظيمة في أعناقنا جميعًا. فلنستيقظ قبل فوات الأوان، ولنصلح ما فسد، ولنعيد بناء مجتمعنا على أسس متينة من العفة والطهارة والاستقرار. قبل أن تجتاحنا سيول الفتن، وتغرق سفينتنا في بحر الضياع.


فلنتفكر مليًا في عواقب هذا الوضع. لنعد إلى قيمنا الأصيلة، ولنسهل سبل الزواج، ولنحارب الغلاء الذي يهدد بيوتنا، ولنحسن استخدام وسائل التقنية بما يعود علينا بالنفع لا بالضرر. قبل أن يصبح الندم حليفنا، والحسرة رفيق دربنا.


كتبه 

أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله 

٢٠/شوال/١٤٤٦ هجرية

نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.


https://t.me/taheer77

    ════ ❁✿❁ ════

قناة الواتساب 

https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y

✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms

#مختصر_كيفية_الحج.

 #مختصر_كيفية_الحج.


🕋الحجُّ في اللغة مأخوذٌ من الجذر اللغوي حجج، والحجُّ بمعنى القصد، وحججت فلاناً أي قصدته، ومنه الحجُّ إلى بيت الله الحرام؛ أي قصده بالزيارة لأداء النُّسك.


🕋أمَّا الحجُّ في الاصطلاح الفقهي فهو قصد البيت الحرام والمشاعر المقدَّسة للقيام بأعمالٍ مخصوصة، وهي وفق قول جمهور الفقهاء هي الوقوف بجبل عرفة، والطَّواف بالكعبة المشرَّفة، والسَّعي بين الصفا والمروة في أشهرٍ معلوماتٍ وفق شروطٍ وهيئةٍ مخصوصةٍ مع النِّيَّة.

      كما جاء في قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)


🕋خطوات الحجِّ بالتَّرتيب:


إنَّ للحجِّ أنواعاً ثلاثةً يتَّخيَّر الحاجُّ أحدها وينويه عند إحرامه من الميقات وهي :


🕋التَّمتُّع: وهو أن يحرم الحاجُّ في أشهر الحجِّ للعمرة وينويها، ويؤديها عند وصوله مكَّة ويتحلَّل من إحرامه تحلُّلاً كاملاً، حتى إذا كان اليوم الثَّامن من ذي الحجة جدَّد إحرامه للحجِّ من مكانه، 


🕋القران: وهو أن يحرم الحاجُّ بالعمرة والحجِّ معاً ويأتي بهما في نسكٍ واحدٍ.


🕋 الإفراد: وهو الذي ينوي الحاجُّ فيه الحجَّ فقط ويحرم له وحده، ويلزم من أحرم متمتِّعاً أو قارناً أن ينحر الهدي في يوم النَّحر؛ لقول الله تعالى: (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)


🕋 ويبدأ الحجُّ للحجَّاج جميعهم بالإحرام، فإن وصلوا مكة وبلغوا بيت الله الحرام طافوا بالكعبة المشرَّفة سبعة أشواطٍ مبتدئين بالحجر الأسود، وهو طواف العمرة لمن كان متمتعاً، وطواف القدوم لمن كان مفرداً أو قارناً عند جمهور الفقهاء، فإذا فرغوا من الطَّواف صلوا ركعتين عند مقام إبراهيم إن أمكن ذلك، ثمَّ يسعى الحجَّاج بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ، وهو سعي العمرة للمتمتع، وسعي العمرة والحجِّ للقارن، وسعي الحج للمفرد، وبعد الطَّواف والسَّعي يتحلَّل المتمتِّع من إحرامه فيحلق أو يقصِّر ليتحلَّل بذلك من إحرامه ويعود ليجدِّد إحرامه في اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة ، أمَّا المفرد والقارن فيبقيان على إحرامهم ولا يتحلَّلا منه، فإذا كان اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة يشرع جميع الحجَّاج في المناسك الآتية على الترتيب:


🕋المبيت في مِنى: يخرج الحجَّاج إلى مِنى في اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة وهو اليوم المسمَّى بيوم التَّروية، يبيتون فيها ويصلُّون فيها الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم الذي يليه وهو اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة أي يوم عرفة.


🕋الوقوف بعرفة: بعد طلوع فجرِ يوم عرفة وهو اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة يسير الحجَّاج من مِنى إلى جبل عرفة، ويقفون فيه ويؤدون صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعا تقديمٍ، ويعكفون على الذِّكر والدُّعاء حتى غروب الشَّمس.


🕋المبيت في مزدلفة: عند غروب شمس يوم عرفة يزلف الحجَّاج وينتقلون إلى مزدلفة، فيصلُّون فيها المغرب والعشاء جمعا تأخيرِ، ويبيتون ليلتهم فيها.


🕋يوم النَّحر: في هذا اليوم وهو اليوم العاشر من ذي الحجَّة يسير الحجَّاج من مزدلفة إلى مِنى ويسنُّ أن يكون سيرهم إليها قبل طلوع الشَّمس ويقومون فيها بأعمالٍ شعائر عدَّة؛ أوَّلها رمي جمرة العقبة وتسمَّى الجمرة الكبرى، فيرمي الحجَّاج فيها بسبع حصياتٍ ويكبِّرعند رمي كلِّ واحدةٍ، ومع الرَّمي يتوقَّف الحجَّاج عن التلبية، ثمَّ يقوم من كان من الحجَّاج متمتعاً أو قارناً بذبح الهدي، ويكون ذبح الهدي في حقِّهما واجباً، أمَّا في حقِّ غيرهم من الحجَّاج فسنَّة، ويحلق الحجَّاج رؤوسهم أو يُقصِّرونها والحلق أفضل للرجال، فيتحلَّلون بذلك من إحرامهم التَّحلل الأول، فيحلُّ لهم كلُّ ما كان محظوراً عليهم إلا مباشرة النِّساء، ثمَّ ينزل الحجَّاج إلى مكَّة، ويطوفون طواف الإفاضة ويسمى طواف الزيارة، ويسعى من لم يسع منهم بين الصفا والمروة عند أول وصوله لمكة، وبعدها يحقُّ لهم التَّحلُّل الثَّاني من الإحرام، وبه يحلُّ لهم كلُّ ما كان محظوراً عليهم حتى مباشرة النِّساء.


🕋أول وثاني أيام التَّشريق: يعود الحجَّاج إلى منى في أول وثاني أيام التَّشريق أي ثاني وثالث أيام النَّحر، ويبيتون فيها هاتين الليلتين، والمبيت في منى هذان اليومان واجبٌ عند الجمهور وسنة عند الحنفية، ويقومون في هذين اليومين برمي الجمرات الثَّلاث: الجمرة الأولى وتعرف بالجمرة الصغرى وهي أقرب الجمرات إلى مسجد الخْيف الموجود بمِنى، ثمَّ الجمرة الثَّانية أو الوسطى، ثمَّ الجمرة الثالثة وهي جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى، فيرمون في كلِّ واحدةٍ منها بسبع حصياتٍ، ويدعون بين كلِّ جمرتين، ثمَّ إذا انتهى الحجَّاج من الرَّمي في اليوم الثَّاني من أيام التَّشريق يتاح لهم الخِيار بين التَّعجل والعودة لمكة وبين البقاء و


المبيت في مِنى ليلة الثَّالثة من أيام التَّشريق.


🕋ثالث أيام التَّشريق: يرمي الحجَّاج غير المتعجلين الذين باتوا في منى هذ الليلة الجمرات الثلاث كما فعلوا في اليومين السَّابقين، ثمَّ ينفرون إلى مكَّة بعدها.


🕋طواف الوداع: عند عودة الحجَّاج إلى مكَّة إن أرادوا الرجوع إلى بلادهم فيطوفون بالكعبة المشرَّفة سبعةً أشواطٍ في طوافٍ يسمَّى طواف الوداع إيذاناً بانتهاء أدائهم لمناسك الحجِّ وتوديعاً لبيت الله الحرام، وهو طوافٌ واجبٌ عند جمهور الفقهاء، والحكمة منه أن يكون آخر عهد الحجَّاج بحجَّتهم التي حجُّوها ومناسكهم التي أدوها بيت الله الحرام.



كتبه/ أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله.


       ════ ❁✿❁ ════

https://t.me/taheer77

       ════ ❁✿❁ ════

*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

✍إلى محارم العاملات

 ✍إلى محارم العاملات  أخي الكريم، ويا صاحب الغيرة على حرمات الله. إن القلب ليتقطع أسىً، والنفس لتضطرب لما يرى منانحدارٍ بلغ بنا مبلغًا عظيمً...