الأحد، 11 مايو 2025

✍🏻علو السفهاء من أصحاب الفضائيات

 ✍🏻علو السفهاء من أصحاب الفضائيات.

!أصبحنا نُعلي من لا يستحقُّ رفعةً، ونُكرمُ من لا يعرفُ للكرامةِ معنىً. فارتفعَ التافهونَ من الفنانينَ والراقصينَ والراقصاتِ، يُزهونَ بسخفِهم ويُصفَّقُ لضلالِهم. وتصدّرَ السفهاءُ من الممثلينَ والممثلاتِ وأصحابِ الأفلامِ الهابطةِ، ينشرونَ الرذيلةَ ويُفسدونَ الذوقَ العامَّ جهاراً.

وصارَ الحقراءُ من الكوميديينَ والمخرجينَ، يتفنّونَ في الضحكِ على حسابِ القيمِ والثوابتِ، ويُتاجرونَ بسفاهةِ القولِ والفعلِ. وتسيّدَ الأنذالُ من الصحفيينَ والمخادعينَ، يُزيِّنونَ الباطلَ ويُضلِّلونَ العقولَ، ويأكلونَ أموالَ الناسِ بالباطلِ، من مرابينَ ومرتشينَ وكُلِّ كاذبٍ فاجرٍ.

يا لهُ من زمنٍ أغبرَ، تُعظَّمُ فيهِ كلُّ نفسٍ منحطةٍ، وكلُّ فعلٍ سافلٍ، وكلُّ قولٍ حقيرٍ! كيفَ انقلبتْ موازينُنا، وتشوّهتْ مقاييسُنا، حتى صارَ الانحدارُ سُلَّماً للصعودِ، والرذيلةُ طريقاً للشهرةِ؟

أينَ عقولُ أمتي الرشيدةُ؟ أينَ قلوبُها الواعيةُ؟ كيفَ سمحتْ لهذا الطوفانِ من التفاهةِ أن يجتاحَ ساحاتِنا، ويُغرقَ قيمَنا، ويُلوّثَ صفاءَ نفوسِنا؟

أواهٍ لأمةٍ تُكرمُ الضالَّ وتُهينُ المهتدي، تُعلي الخبيثَ وتُذلُّ الطيبَ، تُصفّقُ للعارِ وتستحي من الفضيلةِ! لا عجبَ أن صارتْ أمتُنا في هذا الوضعِ المتردي، تتخبطُ في مستنقعِ الضياعِ، وتئنُّ تحت وطأةِ الانحطاطِ الأخلاقيِّ والقيميِّ.

متى نستفيقُ من هذا السُباتِ العَميقِ؟ متى نُبصرُ قبحَ ما نحنُ فيهِ؟ متى ننتفضُ لِنُعيدَ الأمورَ إلى نصابِها، ونُكرمَ أهلَ الفضلِ، وننبذَ أهلَ السُّوءِ، ونُعليَ رايةَ الحقِّ والفضيلةِ؟

إنَّ غداً لناظرهِ قريبٌ، ويومَ الحسابِ آتٍ لا ريبَ فيهِ. فليتقِ اللهَ امرؤٌ وليُراجعْ حساباتِهِ، قبلَ أن يلقى جزاءَ ما كسبتْ يداهُ. ولتعلمْ أمتي أنَّ العِزَّ والرفعةَ لا تكونُ بتعظيمِ التافهينَ، بل بالتمسُّكِ بالقيمِ الأصيلةِ، وبالسعيِ نحوِ الكمالِ والرُّقيِّ الحقيقيِّ.


كتبه/

أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله 

١٦/شوال/١٤٤٦هجريةة

نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.


https://t.me/taheer77

    ════ ❁✿❁ ════

قناة الواتساب 

https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y

✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

✍إلى محارم العاملات

 ✍إلى محارم العاملات  أخي الكريم، ويا صاحب الغيرة على حرمات الله. إن القلب ليتقطع أسىً، والنفس لتضطرب لما يرى منانحدارٍ بلغ بنا مبلغًا عظيمً...