الخميس، 26 ديسمبر 2019

*#التعدد_من_نعم_الله_المتروكة. tt*

*#التعدد_من_نعم_الله_المتروكة. tt*

📱اقرأها بتمعن وارسلها لغيرك📱
https://t.me/taheer77

✒الحمدلله الذي أباح لعباده الزواج فقال {ﻓﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎﺏ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﻓﺈﻥ ﺧﻔﺘﻢ ﺃﻻ ﺗﻌﺪﻟﻮا ﻓﻮاﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ} والصلاة والسلام على خير من طبق هذا التشريع وأفضل من عدل فيه، أمّا بعد:

📮فإنّ الله لا يشرع شيئاً إلاّ وفيه الصلاح والنفع للخلق فالله سبحانه وتعالى حكيم خبير بعباده رؤوف رحيم وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى، فقوله حق وفعله كذلك، لأنّه لا يعمل عملاً ما إلاّ يأمر به من الله تعالى ولا يقر شيئاً يراه من أحد أصحابه إلاّ بأمر من الله، ومن ذلك تعدد الزوجات، فقد شرعه الله عز وجل وأباحه لحكم باهرة وغايات نبيلة وأهداف سامية، تطهيراً للمجتمع من الفساد واستبعاداً للرذائل وأماناً من القلق وحفظاً للحياة، كي تبقى سليمة من أدران الأمراض ونتن الفواحش والآثام، لأنّ زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والحيرة والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك.

✒فلهذا يتبين أنّ التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل وأنّه ليس ظلماً للمرأة كما يظنّه البعض، فالذي شرع التعدد هو الله سبحانه وتعالى الذي يقول في الحديث القدسي: «يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي وجعلته بنيكم محرماً فلا تظالموا» [رواه مسلم].

📮بعض الأسباب الداعية إلى التعدد

لاشك أنّ طريقة التعدد هي أقوم الطرق وأعدلها لأمور نعرفها بعيداً عن العواطف والمجاملات منها:

1-أنّ الله أجرى العادة على أنّ حال الرجال أقل دائماً من النّساء في كل إحصائيات الدنيا تقريباً وأكثر تعرضاً للهلاك في جميع ميادين الحياة كالحروب وحوادث السيارات ونحو ذلك، مّما يجعل دائماً عدد النّساء أكثر من الرجال، فلو قصر الرجل على امرأة واحدة لبقي عدد كبير من النساء من غير زواج، فلربّما يحصل بسبب ذلك وقوع شيء من الفواحش كما هو موجود الآن في كثير من البلاد الأجنبية الأخرى.

2- منها أيضاً أنّ الرجل قد يتزوج واحدة وهذه الواحدة لا تنجب وهو يريد الأولاد، أو قد يتزوج بامرأة ثمّ تمرض مرضاً طويلاً فماذا يعمل الرجل حينها؟! هل يطلقها لأنّها مريضة أو لأنّها لا تنجب؟! أو يبقيها ويقي هو مريضاً معها أو بدون أولاد؟!

إنّه إن طلقها لأحد هذه الأسباب فإنّ هذا من سوء العشرة وظلم للمرأة وإذا بقي هو معها على هذه الحال فهو ظلم له أيضاً، فالحل إذاً تبقى زوجة له معززة مكرمة ويتزوج بأخرى.

3-أيضاً فإنّ بعض النّساء لا تريد الجماع لأنّ رغبتها محدودة وبعض الرجال رغبته الجنسية كبيرة أو قد يكون الرجل ليس لديه ميلاً جنسياً قوياً لزوجته لسبب من الأسباب فماذا يعمل؟
هل يبقى محروماً من الحلال ومكبوتاً مراعاة لشعور زوجته الأولى، أو يذهب يبحث عن الحرام، أو يتزوج، أيّهما أفضل وأصوب؟َ!

4-كذلك أيضاً فإنّ النّساء دائماً مستعدات للزواج في أي وقت لأنّه ليس عليهن تكاليف مادية أمّا كثير من الرجال فقد لا تكون له قدرة على متطلبات الزواج إلاّ بعد وقت طويل، فإذا كان كذلك فهل تتعطل النّساء بدون زواج وهن جاهزات؟

إنّه إن كان البعض لا يجد مهراً فإنّ هناك من عنده القدرة على المهر مّمن هو متزوج ويرغب بأخرى، فهل تعطل المرأة لهذا السبب؟ إنّ هذا فيه ظلم كبير للمرأة.

5- قد يكون هناك مشاكل عائلية تجعل الرجل يلجأ إلى الزواج والتنفيس عن نفسه وإيجاد راحته في زوجة ثانية فلا يجوز أن يحرم المرأة من أولادها وبيتها فتعيش مطلقة تضيع ويضيع أبنائها فيجمع بين المصلحتين.

6- قد يكون هناك تعنت من أقرباء الزوجة في اختلاق المشاكل والأخذ للزوجة بدون أسباب مقنعة وإنما الغرض من ذلك الضغط على الزوج وحب الفتن والمشاكل فينبغي للرجل أن يسارع بالزواج من الثانية حتى تستمر حياته على أكمل حال وأسعد بال.

7- قد يكون الحاجة من المرأة الثانية هو الداعي للزواج إذا يسر الله للرجل امرأة ذات مال تريده وترغب إليه فلا يمانع من الزواج بها.

8- وقد يكون من الأسباب الداعية للزواج القرب من أهل المكارم والمروءة فيتزوج الرجل منهم لتتقوى الصلة بينهم.

9- وقد يكون الدعوة إلى الله عن طريق الزواج كأن تكون المرأة طالبة علم فتنشر العلم وله الأجر في عونها وقد تكون الصهارة لأقوام والزواج منهم من أسباب الدعوة والتأليف لهم والقرب منهم…. وهناك أسباب كثيرة جدا للزواج بالثانية.

📮العدل بين الزوجات.

العدل من أوجب الواجبات وقد أمر الله عز وجل به في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}.

فيجب على المسلم أن يتحري العدل في جميع شؤونه الدينية والدنيوية، والعدل بين الزوجات كما هو معلوم أمر أساسي يوجب على الزوج أن يعطي كل ذات حق حقها متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أعدل النّاس في كل شيء ولاسيما بين زوجاته.

وما يحصل الآن من ممارسات سيئة من قبل بعض الأزواج المعددين ينبغي أن لا تحسب على التعدد وإنّما تحسب عليهم وحدهم وهؤلاء هم الذين أساءوا للتعدد وجعلوا منه بعبعاً مخيفاً لكثير من النّساء، لأنّ الرجل لو عدل مع زوجاته لسعدن بذلك ولانتفت المشاكل، فأكثر النّساء يكرهن التعدد لأنّ أزواجهن لم يعدلوا معهن، فالخطأ ليس بالتشريع وإنّما الخطأ في التطبيق، ولو أنّ الرجال إذا تزوجوا عدلوا لاستقامت الحياة وقلة المشاكل ورضي الجميع ولربّما دعت النّساء إلى التعدد.

وإذا كان هناك من لا يعدل بين زوجاته فهذه قضية تحتاج إلى علاج يستأصل الداء ويداوي السقم، لكن استئصال الداء لايكون بمنع التعدد الذي فيه الكثير من الفوائد.

وهل يقول عاقل بإلغاء التعامل بين النّاس تجنباً للمشكلات التي يقوم بها البعض مّمن فسدت أخلاقهم وفقدوا السجايا الحميدة، وإذا كانت إساءة قسم من هؤلاء الجهلة قد تحققت في أمر تعدد الزوجات فإنّ هذه الإساءة لا تعد شيئاً يذكر إذا نظرنا إلى الفوائد العظيمة التي نجنيها من هذا النظام وإلى المفاسد الكبيرة التي تنجم عن تركه.

📮الطعن في التعدد ردة عن الإسلام

لقد أجمع العلماء على ردة من أنكر شيئاً من كتاب الله أو كرهه، وهؤلاء الذين ينكرون التعدد أو يرون فيه ظلماً أو هضماً للمرأة، أو يكرهون هذا التشريع لاشك في كفرهم ومروقهم من الدين لقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.

📮حكم وفوائد التعدد.

1- قد يكون ضروريا في بعض الأحيان ، مثل : أن تكون الزوجة كبيرة السن، أو مريضة لو اقتصر عليها لم يكن له منها إعفاف، وتكون ذات أولاد منه، فإن أمسكها خاف على نفسه المشقة بترك النكاح، أو ربما يخاف الزنا، وإن طلقها فرق بينها وبين أولادها، فلا تزول هذه المشكلة إلا بحل التعدد.

2- أن النكاح سبب للصلة والارتباط بين الناس، وقد جعله الله تعالى قسيما للنسب فقال تعالى { وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا} فتعدد الزوجات يربط بين أسرٍ كثيرة ، ويصل بعضهم ببعض، وهذا أحد الأسباب التي دعت النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بعدد من النساء .

3- يترتب عليه صون عدد كبير من النساء، والقيام بحاجتهن من النفقة والمسكن وكثرة الأولاد، والنسل، وهذا أمر مطلوب للشارع .

4- من الرجال من يكون حاد الشهوة لا تكفيه الواحدة ، وهو تقي نزيه، ويخاف الزنا، ولكن يريد أن يقضي وطراً في التمتع الحلال، فكان من رحمة الله تعالى بالخلق أن أباح لهم التعدد على وجه سليم .أ.هـ. ذكر هذه الفوائد العلامة العثيمين.

5- وقد يظهر بعد الزواج عقم المرأة ، ويكون الحل هو طلاقها، فإذا كان له سعة في الزواج من غيرها فلا يقول عاقل إن طلاقها أفضل .

6- وقد يكون الزوج كثير السفر أو الغربة، فيحتاج إلى إحصان نفسه في غربته .

7- كثرة الحروب ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله سبب في قلة الرجال وكثرة النساء، وهذا الأمر تحتاج معه النساء إلى من يستر عليهن ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالزواج.

8- وقد يعجب الرجل بامرأة أو بالعكس بسبب الدين أو الخلق، فيكون الزواج هو الطريق الشرعي للقاء كل منهم بالآخر.

9- وقد يحدث خلاف بين الزوجين ، ويتفرقان بالطلاق ، ثم يتزوج الرجل، ويرغب بالعودة إلى امرأته الأولى، فهنا يأتي تشريع التعدد حلا حاسما لمثل هذه الحالة .

10- والأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى كثرة النسل لتقوية صفوفها والاستعداد لجهاد الكفار، ولا يكون ذلك إلا بكثرة الزواج من أكثر من واحدة وكثرة الإنجاب .

11- ومن حِكَم التعدد تفرغ المرأة في غير نوبتها لطلب العلم وقراءة القرآن، وتنظيف بيتها، وهذا لا يتيسر - غالبا - للمرأة ذات الزوج غير المعدِّد .

12- ومن حِكَم التعدد زيادة الألفة والمحبة بين الزوج ونسائه ، إذ لا تأتي نوبة الواحدة منهن، إلا وهو في شوق لامرأته ، وهي كذلك في اشتياق له .

13- التعدد هو الحل الأنسب للمشاكل العائلية والأسرية فقد تكون المرأة متمردة على الزوج أو أهلها يختلقون المشاكل فيكون الزواج من الثانية هو الحل الأنسب لهذا فيسعد الرجل بالتعدد وتسكن نفسه ويجد مبتغاه.

14-يعتبر الزّواج من ثانية راحةً للأولى، لأنّ الزّوجة الأولى ترتاح قليلاً أو كثيراً من أعباء الزّوجية، لأنّه يصبح هناك من يعينها ويأخذ عنها نصيباً من أعباء الزّوج.

15- أنّ في الزّواج بأخرى التماساً للأجر، فقد يتزوج الإنسان من امرأة مسكينة ولا يوجد أيّ عائل لها، ولا راع، فيتزوجها بنيَّة أن يعفّها، ويرعاها، فينال الأجر من الله بذلك.

16- التعدد رحمة من الله تعالى فقد أباح الله سبحانه وتعالى التّعدد وهو أعلم بمصالح عباده، وأرحم بهم من أنفسهم.

17- التعدد هو المتعة للرجل والتنفيس عن المرأة فطبيعة المرأة تختلف اختلافاً تامّاً عن طبيعة الرّجل، وذلك من حيث استعدادها للمعاشرة؛ فهي لا تكون مستعدّةً للمعاشرة في كلّ الأوقات، ففي حال دورتها الشّهرية فإنّ المانع قد يصل إلى عشرة أيام، أو أسبوعين في كلّ شهر، وفي النفاس مانع كذلك، والغالب فيه أنّه أربعون يوماً، وتعتبر المعاشرة في هاتين الفترتين محظورةً في الشّرع، لأنّ فيها من الأضرار ما لا يخفى، وفي حالة الحمل فإنّه قد يضعف استعداد المرأة في معاشرة الزوج، وهكذا. أمّا الرّجل فإنّ استعداده يكون واحداً طيلة أيّام الشّهر، والعام، وبعض الرّجال في حال منع من التّعدد فإنّه قد يؤول به الأمر إلى سلوك غير مشروع.

18- تعدد الزوحات سبب لطلب الرزق وليس كما يتوهم البعض أنه سبب الفقر.

19- تعدد الزوجات سبب لغض البصر وأحصن للفرج وأنجب للأولاد وأسكن للنفس.

وغيرها كثير ، والمسلم لا يشك لحظة أن في تشريع الله حكمة بالغة، وأعظم حكمة هو الامتثال لأمر الله وطاعته فيما حكم وأمر .

📮الحكم من تعدد زواج النبي صلى الله عليه وسلم:

أ- وصف الله تبارك وتعالى نفسه بـ "الحكمة" وسمى نفسه "الحكيم" ، وشرعه وأوامره كذلك متصفة بالحكمة ، لذا كان تشريع "التعدد" فيه حكمة بالغة ، جهلها أو تجاهلها أكثر الناس ولا سيما النساء منهم .
وقد ذكر العلماء - رحمهم الله - حِكَما كثيرة في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من واحدة والأمر كذلك بالنسبة لأمته صلى الله عليه وسلم.

فمن الحكم المتعددة في زواج نبينا صلى الله عليه وسلم - كما ذكرها الحافظ ابن حجر- :

1- أن يكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك .

2- لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم.

3- للزيادة في تألفهم لذلك .

4- للزيادة في التكليف حيث كلف أن لا يشغله ما حبب إليه منهن عن المبالغة في التبليغ .

5- لتكثير عشيرته من جهة نسائه فتزداد أعوانه على من يحاربه .

6- نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال ، لأن أكثر ما يقع من الزوجة مما شأنه أن يخفى مثله .

7- الإطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة صلى الله عليه وسلم.

8- خرق العادة له في كثرة الجماع مع التقليل من المأكول والمشروب وكثرة الصيام والوصال.

9و10- تحصين نسائه والقيام على حقوقهن .أ.هـ. "فتح الباري" (9/143).

فتوكل على الله أيها العبد واجعل الأخرة مبتغاك وأعلم أن أيام الدنيا قليلة فلا تحرم نفسك مما أباحه الله لك وجعل لك فيه نفس وراحة بال.
أسعدك الله ورزقك من خيري الدنيا والأخرة وجنبنا وإياك الفتن ماظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين.

✒جمعه أخوكم ومحبكم/
أبو محمد/ طاهر بن محمد السماوي وفقه الله تعالى.

29/ربيع الآخر/1441ه.
🔰نسأل من الله تعالى أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.

      ════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
      ════ ❁✿❁ ════
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

الخميس، 19 ديسمبر 2019

📮 #الإنكار_على_العوام_في_حكم_حجز_الزوجة_عن_زوجها_عند_المشاكل_بين_الزوجين

*📮# الإنكار_على_العوام_في_حكم_حجز_الزوجة_عن_زوجها_عند_المشاكل_بين_الزوجين.*

✒الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

✒فإن القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المشرفة يُقرران وجوب رد جميع المسائل التي يختلف فيها البشرُ إلى الوحي المتضمن حكم الله - تعالى - وألا يتحاكَم إلى غيره، ولا يلتفت لحظةً عنه، ولا يكون للهوى المتقلب في النفس أثرٌ فيما ورد به الشرعُ؛ قال الله تعالى ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾

✒ومن تلك الأمور المقررة في الشريعة الإسلامية مسألة "الزوجة بين طاعة الزوج والأهل".
فولاية الزوجة المعقود عليها إذا كانتْ في بيت أبيها، فالطاعة في تلك الفترة لأهلها في المعروف، فيُستأذن الأب، كما لا يجب على الزوجِ أن يُنْفِقَ على زوجته ما دامتْ في بَيْت أهلها، فإذا زُفتِ إليه، وانتقلت إلى بيت الزوجية، وجَب عليها طاعة الزوج في المعروف، ووجبتْ عليه النفقةُ عليه بإجماع الأمة؛ فالزوجة يلزمها طاعة أهلها، واستئذانهم ما دامتْ عندهم، وبعد البناء فحقوق الزوج وأوامره مُقدَّمة على حقوق الوالدين.
ولكن إذا حصل الضرر البالغ بالمرأة فلها أن تلجأ لأهلها في إنصافها فإذا عفت أو تنازلت أو قام الزوج بأداء حقوق الزوجة وإنصافها فترجع ولايجوز حجزها لهوى النفوس وحظوظها بين الأهل والزوج.
فرباط الأمر الزوجة وإلا كان ذلك تعديا وظلما وفسادا في الأرض..

📮سُئل سماحة الشيخ ابن باز:
هل للمرأة المعقود عليها ولَم يدْخُل بها الزوج - يكون للزوج الحق في أن يقول لها: افعلي كذا ولا تفعلي كذا، وهي في بيت والدها؟ أو ذلك في بعض الأمور يكون له الحق؟

✒فأجاب: "ما دامتْ عند أهلها، فلا حق له عليها، حتى تنتقل عنده، وتصير في بيته، ما دامت عند أهلها، فهي في حكم أهلها يدبرها أهلها، وليس للزوج حقٌّ عليها في هذه الحال حتى تنتقل إليه، إنما هي زوجته ليس لها أن تتزوجَ عليه، بل زواجه ثبَتَ، وهو زوجها، ومتى تيسَّر دُخُولها عليه، أدخلتْ عليه، وعليها أن تخافَ الله وتُراقبه، وأن تبتعدَ عمَّا حرَّم الله، لكن ليس له حقٌّ أنها تستأذن إذا أرادت الخروج، أو يكون له حق أن يمنعها منَ الخروج؛ لأنها عند والديها الآن، فالأمرُ عند والديها حتى تنتقل إليه". اهـ. موضع الشاهد منه، من "فتاوى نور على الدرب".


📮وسُئل شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في امرأةٍ تزوَّجَتْ وخرجتْ عن حُكم والديها، فأيهما أفضل: برها لوالديها؟ أم مطاوعة زوجها؟

✒فأجاب: "المرأة إذا تزوجتْ كان زوجُها أملَك بها مِنْ أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب" - إلى أن قال -: "فليس لها أن تخرجَ من منزله إلا بإذنه، سواء أمرَها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة". اهـ. من "الفتاوى الكبرى".

✒فطاعة كلٍّ مِن الوالِدَين والزَّوج واجِبٌ شَرعِيٌّ، فإذا استطاعت المرأة أن تُطيع الجميع وتُرضي الكلَّ فبها ونعمت، وإذا لم تَستَطعْ بأن تعارضت طاعة الزَّوج وأحد الوالدين، أو هما معًا، فالواجب على الزَّوجة حينئذ تَقديم طاعة الزَّوج في المعروف على طاعَتَيهما، مادامت الزَّوجة باقيةٌ ولايَتُها في ذِمَّة زوجها؛ وذلك لأنَّ نصوص طاعة الوالدين لا تتعارض مع نصوص طاعة الزَّوج، وإنَّما كلٌّ بحسب الحال، وهو ما يُسمى عند العلماء بالتخصيص، فطاعة الوالدين ثابتة مادامت ولاية المرأة تحت ولاية والديها، فإذا انتقلت ولايتها إلى زوجها صارت الطَّاعة لازمة في حقِّها لزَوجها، فهو انتقال حُكم من طرف إلى آخر، وهذا لا يَعني إهمال حقوق الوالدين بعد الزَّواج بل إنَّ حقوقَ الوالدين باقِيَة قبل الزَّواج وبعده، إلَّا أن طاعة الزَّوج في المعروف تُصبِح آكَدُ من طاعة الوالدين حين التَّعارُض.

وقد وَرَد في الأمر بطاعته والتَّحذير من مُخالَفته والوعيد عليها - ما لم يَرِد في حقِّ غيره؛
روى ابن حبان عن أبي هريرة قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامت شهرها، وحَصَّنت فرجَها، وأطاعت زَوجها، قيل لها: ادخُلي الجنَّة من أيِّ أبواب الجنَّة شئت" (صحَّحه الألباني). وروى ابن ماجه عن عبد الله بن أُبَيٍّ قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لو كنت آمرًا أحدًا أن يَسجُد لغير الله لأمَرتُ المرأة أن تَسجُد لزوجها، والذي نفسُ محمد بيده لا تُؤدِّي المرأة حقَّ ربِّها حتى تُؤدِّيَ حقَّ زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قَتَب لم تَمنَعه" (والحديث صحَّحه الألباني)، والقَتَب: رَحْل صغير يُوضَع على البعير. وروى أحمد والحاكم عن الحُصين بن مِحصن: "أن عمَّةً له أَتَت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في حاجة، ففَرَغت من حاجتها، فقال لها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أذاتُ زوج أنتِ؟" قالت: "نعم"، قال: "كيف أنتِ له؟" قالت: "ما آلُوه -أي: لا أُقصِّر في حقَّه- إلَّا ما عَجَزتُ عنه"، قال: "فانظُري أين أنتِ منه؛ فإنَّما هو جنَّتُك ونارُك".

📮وقال ابن قُدَامة في "المغني": "وللزَّوج مَنعُها من الخروج من منزله، إلَّا ما لها منه بُدٌّ، سواء أرادت زيارة والِدَيها، أو عيادتهما، أو حضورَ جنازة أحدهما، قال أحمد -في امرأةٍ لها زوج وأمٌّ مريضة-: "طاعةُ زوجها أوجب عليها من أُمِّها، إلَّا أن يَأذَن لها"". انتهى.

قال في "الإنصاف": "لا يَلزَمُها طاعة أبويها في فِراق زوجها، ولا زيارةٍ ونحوها، بل طاعة زوجها أحقُّ".

📮وقال ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهيَّة الكبرى" -بعد ذِكر الأحوال الضَّروريَّة التي يَجوز للمرأة الخروج فيها دون إذن زَوجها-: "لا لعيادة مَريض وإن كان أباها، ولا لموته وشهود جنازته. قاله الحموي". انتهى.

📮وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى": "المرأة إذا تَزوَّجت، كان زَوجُها أملك بها من أبويها، وطاعةُ زوجها عليها أَوجَبُ". انتهى.

📮وقال الله تعالى: {ٱلرِّجَالُ قَوَّ ٰ⁠مُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡۚ فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـٰفِظَـٰتࣱ لِّلۡغَیۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیࣰّا كَبِیرࣰا (٣٤)﴾

📮قال صديق حسن خان رحمه الله تعالى -:

(الرجال قوّامون) مسلطون (على النساء) كلام مستأنف سيق لبيان سبب استحقاق الرجال الزيادة في الميراث تفصيلاً إثر بيان تفاوت استحقاقهم إجمالاً، وعلل ذلك بأمرين (أولهما) وهبي والثاني كسبي، والمعنى أنهم يقومون بالذب عنهن كما يقوم الحكام والأمراء بالذب عن الرعية، وهم أيضاً يقومون بما يحتجن إليه من النفقة والكسوة والمسكن.
وجاء بصيغة المبالغة لتدلّ على أصالتها في هذا الأمر، وهو جمع قوّام وهو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب، يشير به إلى أن المراد قيام الولاة على الرعايا قال ابن عباس: أمّروا عليهن فعلى المرأة أن تطيع زوجها في طاعة الله.

📮وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ ولا يَخْرُجْنَ﴾ فِيهِ نَهْيٌ لِلزَّوْجِ عَنْ إخْراجِها ونَهْيٌ لَها عَنِ الخُرُوجِ، وفِيهِ دَلِيلٌ عَلى وُجُوبِ السُّكْنى لَها ما دامَتْ في العِدَّةِ؛ لِأنَّ بُيُوتَهُنَّ الَّتِي نَهى اللَّهُ عَنْ إخْراجِها مِنها هي البُيُوتُ الَّتِي كانَتْ تَسْكُنُها قَبْلَ الطَّلاقِ، فَأمَرَ بِتَبْقِيَتِها في بَيْتِها ونَسَبِها إلَيْها بِالسُّكْنى كَما قالَ: ﴿وقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ} وإنَّما البُيُوتُ كانَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ ولِهَذِهِ الآيَةِ قالَ أصْحابُنا: " لا يَجُوزُ لَهُ أنْ يُسافِرَ بِها حَتّى يُشْهِدَ عَلى رَجْعَتِها " ومَنَعُوها مِنَ السَّفَرِ في العِدَّةِ. من" أحكام القرآن للجصاص".

📮قال السعدي - رحمه الله تعالى: -:

﴿وَلَا يَخْرُجْنَ﴾ أي: لا يجوز لهن الخروج منها، أما النهي عن إخراجها، فلأن المسكن، يجب على الزوج للزوجة، لتكمل فيه عدتها التي هي حق من حقوقه.
وأما النهي عن خروجها، فلما في خروجها، من إضاعة حق الزوج وعدم صونه.
ويستمر هذا النهي عن الخروج من البيوت، والإخراج إلى تمام العدة. من "تيسير الكريم الرحمن"

📮قال ابن القيم: والتَّسْرِيحُ بِأنْ لا يُخْرِجُوا أزْواجَهم مِن بُيُوتِهِمْ، وأمَرَ أزْواجَهُنَّ أنْ لا يَخْرُجْنَ، فَدَلَّ عَلى جَوازِ إخْراجِ مَن لَيْسَ لِزَوْجِها إمْساكُها بَعْدَ الطَّلاقِ، فَإنَّهُ سُبْحانَهُ ذَكَرَ لِهَؤُلاءِ المُطَلَّقاتِ أحْكامًا مُتَلازِمَةً لا يَنْفَكُّ بَعْضُها عَنْ بَعْضٍ.
أحَدُها: أنَّ الأزْواجَ لا يُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ.
والثّانِي: أنَّهُنَّ لا يَخْرُجْنَ مِن بُيُوتِ أزْواجِهِنَّ.
والثّالِثُ: أنَّ لِأزْواجِهِنَّ إمْساكَهُنَّ بِالمَعْرُوفِ قَبْلَ انْقِضاءِ الأجَلِ، وتَرْكَ الإمْساكِ، فَيُسَرِّحُوهُنَّ بِإحْسانٍ. من " التفسير القيم".

📮قال ابن العربي رحمه الله: ذَكَرَ اللَّهُ الْإِخْرَاجَ وَالْخُرُوجَ عَامًّا مُطْلَقًا، وَلَكِنْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ «النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَذِنَ لِخَالَتِهِ فِي الْخُرُوجِ فِي جِذَاذِ نَخْلِهَا».
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ مَعًا، «قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَكَانَ زَوْجُهَا طَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ: لَا نَفَقَةَ لَك وَلَا سُكْنَى».
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا خَيْرَ لَهَا فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَفِي مُسْلِمٍ: «قَالَتْ فَاطِمَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَخَافُ أَنْ يُقْتَحَمَ عَلَيَّ قَالَ: اُخْرُجِي».
وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ فِي مَكَان وَحِشٍ، فَخِيفَ عَلَيْهَا. وَقَالَ مَرْوَانُ: حَيْثُ عِيبَ عَلَيْهِ نَقْلُ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ حِينَ طَلَّقَهَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنُ الْعَاصِ. وَذَكَرَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ إنْ كَانَ بِك الشَّرُّ فَحَسْبُك مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنْ الشَّرِّ.
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: لَا نَدَعُ كِتَابَ اللَّهِ وَلَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لَا تَدْرِي أَحَفِظَتْ أَمْ نَسِيَتْ. فَأَنْكَرَ عُمَرُ وَعَائِشَةُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ؛ لَكِنَّ عُمَرُ رَدَّهُ بِعُمُومِ الْقُرْآنِ، وَرَدَّتْهُ عَائِشَةُ بِعِلَّةِ تَوَحُّشِ مَكَانِهَا، وَقَدْ قِيلَ: إنَّهُ لَمْ يُخَصِّصْ عُمُومَ الْقُرْآنِ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ، وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ.
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ قَالَتْ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]؛ فَأَيُّ أَمْرٍ يَحْدُثُ بَعْدَ الثَّلَاثِ. فَتَبَيَّنَ أَنَّ الْآيَةَ فِي تَحْرِيمِ الْإِخْرَاجِ وَالْخُرُوجُ إنَّمَا هُوَ فِي الرَّجْعِيَّةِ، وَصَدَقَتْ. وَهَكَذَا هُوَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى، وَلَكِنَّ ذَلِكَ فِي الْمَبْتُوتَةِ ثَبَتَ مِنْ الْآيَةِ الْأُخْرَى؛ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق: 6] حَسْبَمَا يَأْتِي بَيَانُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَجَاءَ مِنْ هَذَا أَنَّ لُزُومَ الْبَيْتِ لِلْمُعْتَدَّةِ شَرْعٌ لَازِمٌ، وَأَنَّ الْخُرُوجَ لِلْحَدَثِ وَالْبَذَاءِ وَالْحَاجَةِ إلَى الْمَعَاشِ وَخَوْفِ الْعَوْرَةِ مِنْ السَّكَنِ جَائِزٌ بِالسُّنَّةِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ فِي صِفَةِ الْخُرُوجِ: أَمَّا الْخُرُوجُ لِخَوْفِ الْبَذَاءِ وَالتَّوَحُّشِ وَالْحَاجَةِ إلَى الْمَعَاشِ؛ فَيَكُونُ انْتِقَالًا مَحْضًا.
وَأَمَّا الْخُرُوجُ لِلتَّصَرُّفِ لِلْحَاجَاتِ فَيَكُونُ بِالنَّهَارِ دُونَ اللَّيْلِ؛ إذْ لَا سَبِيلَ لَهَا إلَى الْبَيْتِ عَنْ مَنْزِلِهَا، وَإِنَّمَا تَخْرُجُ بِالْإِسْفَارِ وَتَرْجِعُ قَبْلَ الْإِغْطَاشِ وَتُمَكَّنُ فَحْمَةُ اللَّيْلِ؛ قَالَ مَالِكٌ: وَلَا تَفْعَلُ ذَلِكَ دَائِمًا. وَإِنَّمَا أَذِنَ لَهَا فِيهِ إنْ احْتَاجَتْ إلَيْهِ، إنَّمَا يَكُونُ خُرُوجُهَا، فِي الْعِدَّةِ كَخُرُوجِهَا فِي النِّكَاحِ؛ لِأَنَّ الْعِدَّةَ فَرْعُ النِّكَاحِ، لَكِنَّ النِّكَاحَ يَقِفُ الْخُرُوجُ فِيهِ عَلَى إذْنِ الزَّوْجِ، وَيَقِفُ فِي الْعِدَّةِ عَلَى إذْنِ اللَّهِ؛ وَإِذْنُ اللَّهِ إنَّمَا هُوَ بِقَدْرِ الْعُذْرِ الْمُوجِبِ لَهُ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ إلَيْهِ. من " أحكام القرآن".

✒فهذا في حال الطلاق فيجب عليها التزين له والتحبب والتودد والاعتذار لعله أن يلين ويميل لها فلايجوز لها الخروج حتى تنتهي العدة ولا يجوز لأهلها ولا للحاكم ولا لغيرة إخراجها مهما كان ويجب على الزوج أداء حقها من النفقة والسكنى وغيرها مادامت زوجته وفي عصمته.

📮فإفساد الزوجة على زوجها من كبائر الذنوب ، ويقبح بأهل الزوجة أن يكونوا هم من يقوم بهذا الفعل الشيطاني ، وهو من فعل السحرة ، وهو من أعظم أعمال جنود إبليس عنده .
قال تعالى : { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امرَأَةً عَلَى زَوجِهَا أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ ) .
رواه أبو داود ( 2175 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
" خبَّبَ " : بتشديد الباء الأولى بعد الخاء المعجمة أي : خدع وأفسد .
وعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ ) قَالَ الْأَعْمَشُ : أُرَاهُ قَالَ :( فَيَلْتَزِمُهُ ) .
رواه مسلم ( 2813 ) .

📮قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
فسعي الرجل فى التفريق بين المرأة وزوجها من الذنوب الشديدة ، وهو من فعل السحرة ، وهو من أعظم فعل الشياطين .
" مجموع الفتاوى " ( 23 / 363 ) .

📮وقال الشيخ صالح الفوزان- وفقه الله - :
وقد جاء الوعيد الشديد في حق من يفسد الزوجة على زوجها ، ويخببها عليه ؛ فقد جاء في الحديث : " ملعون من خبَّب امرأة على زوجها " ومعناه : أفسد أخلاقها عليه ، وتسبب في نشوزها عنه .
والواجب على أهل الزوجة أن يحرصوا على صلاح ما بينها وبين زوجها ؛ لأن ذلك من مصلحتها ومصلحتهم .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 3 / 248 ، 249 ) .

📮فالواجب على أهل الزوجة أن يتقوا الله تعالى ربَّهم ، وأن يعلموا أنهم قد وقعوا في كبيرة من كبائر الذنوب ، فعليهم واجب إصلاح ما أفسدوا ، وإرجاع الزوجة – ابنتهم – إلى زوجها ، وهو في مصلحتهم ، ومصلحتها .
كما يجب على الزوجة أن تتقي الله تعالى ربَّها ، وأن لا تلتفت إلى من يريد إيقاع الفساد في بيتها ، وهدم أركان بيت الزوجية.

📮ومن أكبر الخطأ تدخل الوالدان، أو أحدهما على وجه يكون له آثار سلبية على العلاقة بين الزوجين، فإن كان لا بد من التدخل، فليكن على وجه يؤدي إلى الإصلاح، لا أن يؤدي إلى الإفساد.

وليس من حق والد الزوجه أخذها إلى بيته من غير إذن الزوج، ورضاه.

وليس من حق والدها أيضا أن يرفض رجوعها إليه، ولا يلزمه استئذانه في رجوعها، بل يجب على الزوجة طاعة زوجها، وإن رفض والدها، فإن الزوجة بعد دخول زوجها بها طاعتها لزوجها، لا لأبيها.

📮جاء في تحفة المحتاج -في الفقه الشافعي- عند الكلام عن موجبات النفقة، ومسقطاتها قوله: والخروج من بيته ـ أي: من المحل الذي رضي بإقامتها فيه ـ ولو ببيتها، أو بيت أبيها ـ كما هو ظاهر ـ ولو لعبادة، وإن كان غائبًا بلا إذن منه، ولا ظن رضاه، عصيان، ونشوز؛ إذ له عليها حق الحبس في مقابلة المؤن.... اهـ.

📮ومن خلال هذا العرض البسيط لبعض الأدلة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم وأدلة ذلك كثيرة لا تخفى على أهل العلم وطلابه فينبغي التحذير من هذه الأعمال الإفسادية وتحذير العوام بل ينبغي الإصلاح بين الزوجين والتوفيق بينهما فإذا تعذر ذلك فقد قال الله تعالى : {ﻭﺇﻥ ﺧﻔﺘﻢ ﺷﻘﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا ﺣﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺂ ﺇﻥ ﻳﺮﻳﺪﺁ ﺇﺻﻼﺣﺎ ﻳﻮﻓﻖ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺂ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺧﺒﻴﺮا}
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﻮﻟﻪ: " {ﻭﺇﻥ ﺧﻔﺘﻢ ﺷﻘﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ}، ﻓﻬﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫا ﺗﻔﺎﺳﺪ اﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ". "تفسير ابن المنذر(1736)".

📮ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ اﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻮاﻟﺪﻱ اﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻻ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮا ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺜﺎﺭﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺸﺎﺭﻉ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻠﺘﻌﺬﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ" اﻩـ. ﻣﻦ " ﺃﺣﻜﺎﻡ اﻟﻨﺴﺎء" ﺻ (70) .

📮ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺑﻮﻱ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻷﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﺣﻖ اﻟﺰﻭﺝ، ﻭﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻭﺻﻴﺘﻬﺎ، ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﺎء ﺑﻦ ﺧﺎﺭﺟﺔ اﻟﻔﺰاﺭﻱ [اﻹﺻﺎﺑﺔ" (1/195 - 196)] ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺰﻭﺝ: (ﺇﻧﻚ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺶ اﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺩﺭﺟﺖ، ﻓﺼﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺮاﺵ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺮﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﺄﻟﻔﻴﻪ، ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﺭﺿﺎ، ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﺳﻤﺎء، ﻭﻛﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﻣﻬﺎﺩا، ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﻋﻤﺎﺩا، ﻭﻛﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﻣﺔ، ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﻋﺒﺪا، ﻻ ﺗﻠﺤﻔﻲ ﺑﻪ فيقلاك ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻋﺪﻱ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻨﺴﺎﻙ، ﺇﻥ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻚ ﻓﺎﻗﺮﺑﻲ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﻧﺄﻯ ﻋﻨﻚ ﻓﺎﺑﻌﺪﻱ ﻋﻨﻪ، ﻭاﺣﻔﻈﻲ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﺳﻤﻌﻪ ﻭﻋﻴﻨﻪ، ﻓﻼ ﻳﺸﻤﻦ ﻣﻨﻚ ﺇﻻ ﻃﻴﺒﺎ، ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﺇﻻ ﺣﺴﻨﺎ، ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﺟﻤﻴﻼ) .

📮ﻭﺃﻭﺻﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﻱ ﻃﺎﻟﺐ اﺑﻨﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ: (ﺇﻳﺎﻙ ﻭاﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻔﺘﺎﺡ اﻟﻄﻼﻕ، ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﻌﺘﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﺭﺙ اﻟﺒﻐﻀﺎء، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺤﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺯﻳﻦ اﻟﺰﻳﻨﺔ، ﻭﺃﻃﻴﺐ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻤﺎء "، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ: ﺧﺬﻱ اﻟﻌﻔﻮ ﻣﻨﻲ ﺗﺴﺘﺪﻳﻤﻲ ﻣﻮﺩﺗﻲ ... ﻭﻻ ﺗﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺗﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻏﻀﺐ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺮﻳﻨﻲ ﻧﻘﺮﻙ اﻟﺪﻑ ﻣﺮﺓ ... ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻳﻦ ﻛﻴﻒ اﻟﻤﻐﻴﺐ.


✒كتبه أخوكم ومحبكم/
أبو محمد/ طاهر بن محمد السماوي وفقه الله تعالى.

19/ربيع الآخر/1441ه.
🔰نسأل من الله تعالى أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.

      ════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
      ════ ❁✿❁ ════
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

🔰 *وما آفة الأخبار إلا رواتها*

🔰 يا أهل السنة: *وما آفة الأخبار إلا رواتها* .


✍🏻 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

◼فقد ذكر بعض الأخوة أن أحد الأساتذة أراد أن يبين معنى هذه المقولة الشائعة: (وما آفة الأخبار إلا رواتها)، فأخذ بطاقة وكتب فيها خبراً صاغه هو، في عدة أسطر، وكان في الفصل ثلاثون طالباً.

◻فجاء لأول طالب في طرف الفصل، وأطلعه على البطاقة، فقرأ الخبر، ثم قال للطالب، أخبر الطالب الذي بجوارك عن الخبر، وهكذا كل طالب يخبر الذي بجواره، حتى آخر طالب.

وهكذا تناقل الطلاب في الفصل الخبر كل طالب ينقل بالهمس في أذن من بجواره، حتى وصل الخبر إلى آخر طالب في الفصل.

ثم طلب الأستاذ من الطالب أن يقوم ويذكر الخبر الذي وصله بصوت مسموع، فسمع كل من بالفصل الخبر من الطالب ونظر بعضهم إلى بعض، المفاجأة أن الخبر الذي أخبر به الطالب ليس هو الخبر الذي ذكره الطالب في أول الفصل. وقرأه الأستاذ من البطاقة! تغير الخبر وتحرّف !

فهذا في مجتمع الفصل بيئة ومكان وزمان متحدة وواحدة؛ فما بالك ببيئة المجتمع العام المختلف في كل شيء غير المتحد، حيث الخبر عرضة للتغير بكل تلك المؤثرات ما شاء الله!

ولهذا قال الله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ﴾

🔰قال العلامة الأمير القنوجي: قرأ الجمهور من التبين وقرىء فتثبتوا من التثبت، والمراد من التبين التعرف والتفحص ومن التثبت الإفادة وعدم العجلة، والتبصر بالأمر الواقع، والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر، وفي تنكير الفاسق والنبأ شياع في الفساق والأنباء كأنه قال: أي فاسق جاءكم بأي نبأ فتوقفوا فيه، وتطلبوا بيان الأمر وانكشاف الحقيقة، ولا تعتمدوا على قول الفساق لأن من لا يتحامى جنس الفسوق لا يتحامى الكذب الذي هو نوع منه.

◽ عن الحارث بن ضرار الخزاعي: قدمتُ على رسولِ اللهِ ﷺ فدعاني إلى الإسلامِ فدخلتُ فيه وأقررتُ به فدعاني إلى الزكاةِ فأقررتُ بها وقلتُ يا رسولَ اللهِ أرجعُ إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلامِ وأداءِ الزكاةِ فمن استجابَ لي جمعتُ زكاتَهُ فيُرسلُ إليَّ رسولُ اللهِ ﷺ رسولًا إبانَ كذا وكذا ليأتيكَ ما جمعتُ من الزكاةِ فلمّا جمعَ الحارثُ الزكاةَ ممَّن استجابَ له وبلغَ الإبانَ الذي أرادَ رسولُ اللهِ ﷺ أن يبعثَ إليه احتبسَ عليهِ الرسولُ فلم يأتِهِ فظنَّ الحارثُ أنه قد حدثَ فيه سخطةٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ ورسولِهُ فدَعا بسرواتِ قومِهِ فقال لهم إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان وَقَّتَ لي وقتًا يُرسلُ إليَّ رسولَهُ ليَقبضَ ما كان عندي من الزكاةِ وليس من رسولِ اللهِ ﷺ الخُلْفُ ولا أرى حَبْسَ رسولِه إلا من سخطةٍ كانت فانطَلِقوا فنأْتِي رسولَ اللهِ ﷺ وبعثَ رسولُ اللهِ ﷺ الوليدَ بنَ عقبةَ على الحارثِ ليَقبضَ ما كان عندَهُ ممّا جمعَ من الزكاةِ فلمّا أن سارَ الوليدُ حتى بلغَ بعضَ الطريقِ فَرَقَّ فرجعَ وأَتى رسولَ اللهِ ﷺ فقال يا رسولَ اللهِ إنَّ الحارثَ منعني الزكاةَ وأرادَ قَتْلِي فضربَ رسولُ اللهِ ﷺ البَعْثَ إلى الحارثِ فأَقْبَلَ الحارثُ بأصحابِه حتى إذا استقبلَ البَعْثَ وفَصَلَ من المدينةِ لَقِيَهُم الحارثُ فقالوا هذا الحارثُ فلمّا غَشِيَهُم قال لهم إلى من بُعِثْتُمْ قالوا إليكَ قال ولِمَ قالوا إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان بعثَ إليكَ الوليدَ بنَ عقبةَ فزعمَ أنكَ منعتَهُ الزكاةَ وأردتَ قتلَه قال لا والذي بعثَ محمدًا بالحقِّ ما رأيتهُ بَتَّةً ولا أتاني فلمّا دخلَ الحارثُ على رسولِ اللهِ ﷺ قال منعتَ الزكاةَ وأردتَ قتلَ رسولي قال لا والذي بعثكَ بالحقِّ ما رأيتهُ ولا أتاني وما أقبلتُ إلا حين احْتُبِسَ عليَّ رسولُ رسولِ اللهِ ﷺ خشيتُ أن تكونَ كانت سخطةً من اللهِ عزَّ وجلَّ ورسولِهُ قال فنزلتْ الحجراتُ {يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ} إلى هذا المكانِ {فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمِةً واللهُ عَلِيمٌ حَكِيم ٌ}
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ٧/٢٣٢ • إسناده صحيح • أخرجه أحمد (١٨٤٥٩)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٣٥٣)، والطبراني (٣/٢٧٤) (٣٣٩٥) باختلاف يسير.

🔰 وللشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله كلام على الوليد بن عقبة في الأنوار الكاشفة (ص٢٦٣) أثبت فيه أنه لم يؤثر له رواية عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ومن جملة ما نفاه هذا الحديث.

🔰 قال العلامة الطبري: وقوله ﴿أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾
يقول تعالى ذكره: فتبيَّنوا لئلا تصيبوا قوما برآء مما قذفوا به بجناية بجهالة منكم ﴿فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ يقول: فتندموا على إصابتكم إياهم بالجناية التي تصيبونهم بها.

◼وإنما كان الفاسق معرَّضاً خبره للريبة والاختلاق لأن الفاسق ضعيف الوازع الديني في نفسه، وضعف الوازع يجرئه على الاستخفاف بالمحظور، وبما يخبر به في شهادة أو خَبَر يترتب عليهما إضرار بالغير أو بالصالح العام، ويقوي جُرأته على ذلك دوماً إذا لم يتب ويندم على ما صدر منه ويقلع عن مثله. [كما في ابن عاشور:٢٦/٢٣١]

✍🏻السؤال: لماذا أمرنا بالتبين في خبر الفاسق؟
← بينها بقوله : ﴿أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا﴾ أيْ لِئَلّا قَوْمًا، أوْ كَراهَةَ أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ، أيْ لِظَنِّكُمُ النَّبَأ الَّذِي جاءَ بِهِ الفاسِقُ حَقًّا فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ مِن إصابَتِكم لِلْقَوْمِ المَذْكُورِينَ نادِمِينَ لِظُهُورِ كَذِبِ الفاسِقِ فِيما أنْبَأ بِهِ عَنْهم.

🔰 قال المحقق ابن القيم: وَهاهُنا فائِدَةٌ لَطِيفَةٌ، وهي أنَّهُ سُبْحانَهُ لَمْ يَأْمُرْ بِرَدِّ خَبَرِ الفاسِقِ وتَكْذِيبِهِ ورَدِّ شَهادَتِهِ جُمْلَةً، وإنَّما أمَرَ بِالتَّبَيُّنِ، فَإنْ قامَتْ قَرائِنُ وأدِلَّةٌ مِن خارِجٍ تَدُلُّ عَلى صِدْقِهِ عُمِلَ بِدَلِيلِ الصِّدْقِ، ولَوْ أخْبَرَ بِهِ مَن أخْبَرَ، فَهَكَذا يَنْبَغِي الِاعْتِمادُ في رِوايَةِ الفاسِقِ وشَهادَتِهِ، وكَثِيرٌ مِنَ الفاسِقِينَ يَصْدُقُونَ في أخْبارِهِمْ ورِواياتِهِمْ وشَهاداتِهِمْ، بَلْ كَثِيرٌ مِنهم يَتَحَرّى الصِّدْقَ غايَةَ التَّحَرِّي، وفِسْقُهُ مِن جِهاتٍ أُخَرَ، فَمِثْلُ هَذا لا يُرَدُّ خَبَرُهُ ولا شَهادَتُهُ، ولَوْ رُدَّتْ شَهادَةُ مِثْلِ هَذا ورِوايَتُهُ لَتَعَطَّلَتْ أكْثَرُ الحُقُوقِ، وبَطَلَ كَثِيرٌ مِنَ الأخْبارِ الصَّحِيحَةِ، ولاسِيَّما مَن فِسْقُهُ مِن جِهَةِ الِاعْتِقادِ والرَّأْيِ، وهو مُتَحَرٍّ لِلصِّدْقِ، فَهَذا لا يُرَدُّ خَبَرُهُ ولا شَهادَتُهُ.
وَأمّا مَن فِسْقُهُ مِن جِهَةِ الكَذِبِ فَإنْ كَثُرَ مِنهُ وتَكَرَّرَ، بِحَيْثُ يَغْلِبُ كَذِبُهُ عَلى صِدْقِهِ، فَهَذا لا يُقْبَلُ خَبَرُهُ ولا شَهادَتُهُ، وإنْ نَدُرَ مِنهُ مَرَّةً ومَرَّتَيْنِ، فَفي رَدِّ شَهادَتِهِ وخَبَرِهِ بِذَلِكَ قَوْلانِ لِلْعُلَماءِ، وهُما رِوايَتانِ عَنِ الإمامِ أحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ.

◻* (فائدة)
قالَ أصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ: إذا شَهِدَ الفاسِقُ عِنْدَ الحاكِمِ وجَبَ عَلَيْهِ التَّوَقُّفُ في القَضِيَّةِ، وقَدْ يَحْتَجُّ لَهُ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾
وَحَرْفُ المَسْألَةِ: أنَّ مَدارَ قَبُولِ الشَّهادَةِ، ورَدِّها، عَلى غَلَبَةِ ظَنِّ الصِّدْقِ وعَدَمِهِ.
والصَّوابُ المَقْطُوعُ بِهِ أنَّ العَدالَةَ تَتَبَعَّضُ، فَيَكُونُ الرَّجُلُ عَدْلًا في شَيْءٍ، فاسِقًا في شَيْءٍ، فَإذا تَبَيَّنَ لِلْحاكِمِ أنَّهُ عَدْلٌ فِيما شَهِدَ بِهِ: قَبِلَ شَهادَتَهُ ولَمْ يَضُرَّهُ فِسْقُهُ في غَيْرِهِ.
وَمَن عَرَفَ شُرُوطَ العَدالَةِ، وعَرَفَ ما عَلَيْهِ النّاسُ تَبَيَّنَ لَهُ الصَّوابُ في هَذِهِ المَسْألَةِ، واللَّهُ أعْلَمُ.(التفسير القيم لابن القيم)

🔰ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻨﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻧﺔ, ﻭﺳﻌﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺎﻧﺔ, ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻜﻼﻡ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻹﻳﻘﺎﻉ اﻷﺫﻯ ﻭﺇﻟﺤﺎﻕ اﻟﻀﺮﺭ ﺑﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ, ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ: {ﻭﻳﻞ ﻟﻜﻞ ﻫﻤﺰﺓ ﻟﻤﺰﺓ}
ﻭﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ اﻟﺬﻡ ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ: {ﻭﻻ ﺗﻄﻊ ﻛﻞ ﺣﻼﻑ ﻣﻬﻴﻦ * ﻫﻤﺎﺯ ﻣﺸﺎء ﺑﻨﻤﻴﻢ}
وﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻧﻤﺎﻡ) ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ: (ﻗﺘﺎﺕ) (ﻣﺴﻠﻢ (105))

🔰ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﺇﻥ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻧﺎﺭ ﻭﻳﻚ ﻣﺤﺮﻗﺔ ... ﻓﻔﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﺎﻫﺎ.

🔰ﻓﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﺭﻫﺎ ﺟﺴﻴﻤﺔ, ﻭﺁﻓﺘﻬﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ, ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻼﺋﻖ اﻟﻤﻮﺩﺓ, ﻭﺗﺒﻌﺚ اﻟﻌﺪاﻭﺓ ﻭاﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭاﻟﺸﺪﺓ, ﻓﻤﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻤﺎﻡ ﺧﻠﻴﻠﻪ ﻫﻠﻚ, ﻭﻳﺮﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ اﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻣﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﺎ ﻫﻠﻜﺎ ... ﻣﺒﻠﻐﻚ اﻟﺸﺮ ﻛﺒﺎﻏﻴﻪ ﻟﻜﺎ

🔰ﺃﻣﺎ اﻷﻋﺸﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻊ اﻟﻮاﺷﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮا ﻟﻪ ... ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﻤﻘﺮﺑﺎ.

🔰ﺃﻣﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪﻭﺱ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﺸﺘﻢ ﺃﺥ ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺎﺗﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:ﺇﻧﻤﺎ
ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﺸﺘﻢ ﻋﻦ ﺃﺥ ... ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺎﺗﻢ ﻻ ﻣﻦ ﺷﺘﻤﻚ
ﺫاﻙ ﺷﻲء ﻟﻢ ﻳﻮاﺟﻬﻚ ﺑﻪ ... اﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻤﻚ
ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﻨﺼﺮﻙ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺧﺎ ... ﺫا ﺣﻔﺎﻅ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﻚ

🔰ﻗﺎﻝ اﻻﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻨﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺘﻨﺔ اﺷﻬﺮ. ﻭﻗﺎﻝ اﻷﻣﺎﻡ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ ﻧﻢ ﻟﻚ ﻧﻢ ﺑﻚ ﻭﻣﻦ اﺫا اﺭﺿﻴﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ, ﻭاﺫا اﻏﻀﺒﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ.

ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﺐ اﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ ﻣﺪﺣﻚ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ ﻓﻼ ﺗﺄﻣﻦ اﻥ ﻳﺬﻣﻚ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ, ﻭﻗﺎﻝ: اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ, ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﻴﻚ ﺣﺪﻳﺜﺎ, ﻓﺎﻋﻠﻢ اﻧﻪ ﻳﻨﻘﻞ اﻟﻰ ﻏﻴﺮﻙ ﺣﺪﻳﺜﻚ.

ﻭﻟﻠﻪ ﺩﺭ اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟﺬﻳﺒﺎﻧﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻟﺌﻦ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﻲ ﺧﻴﺎﻧﺔ ... ﻟﻤﺒﻠﻐﻚ اﻟﻮاﺷﻲ ﺃﻏﺶ ﻭﺃﻛﺬﺏ.

🔰ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ اﻷﺳﻮﺩ اﻟﺪﺅﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻻ ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻧﻤﻴﻤﺔ ﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ... ﻭﺗﺤﻔﻈﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺒﺎﻛﻬﺎ
ﺇﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﻫﺪﻯ ﺇﻟﻴﻚ ﻧﻤﻴﻤﺔ ... ﺳﻴﻨﻢ ﻋﻨﻚ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺎﻛﻬﺎ

ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ:
ﺗﻤﺸﻴﺖ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ... ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻔﻴﺎء اﻟﻨﻤﺎﺋﻢ

ﻭﻣﻤﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩاﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﻪ: "ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﻳﺎﻙ ﻭاﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ".
🔰ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: "اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ اﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭاﻟﻤﺸﺎﺣﻨﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ, ﻭاﻟﺴﻌﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﺮﻕ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻭﻳﺸﺘﺖ ﺷﻤﻠﻬﻢ, ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺳﻌﺎﻳﺔ اﻟﻮاﺷﻲ ﺑﺤﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻞ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺗﻜﺐ اﻟﻮاﺷﻲ ﻣﻦ اﻹﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺒﻰ ﺑﻔﻌﻠﻪ".

🔰ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻟﺰﻭﻡ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﺑﺘﺮﻙ اﻟﺘﺠﺴﺲ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻊ اﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﻋﻴﻮﺏ ﻧﻔﺴﻪ.

🔰وﻗﺼﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ:
ﺭﻭﻱ اﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻞ, ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺷﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﺟﻞ اﺧﺮ, ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ: ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻣﺮ اﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻧﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ اﻟﻴﻪ, ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ اﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻻﻳﺔ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺇﻥ ﺟﺎءﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺈ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮا}, ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ اﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻻﻳﺔ: {ﻫﻤﺎﺯ ﻣﺸﺎء ﺑﻨﻤﻴﻢ} ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻚ ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﻌﻔﻮ ﻳﺎاﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ , ﻻﺃﻋﻮﺩ اﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ اﺑﺪا. (كما في صيد الأفكار).

🔰فكم ابتلي المسلمون بمثل هذا فتقطعت علاقاتهم وزرعت بينهم الأحقاد وحلت البغضاء والتدابر والتقاطع وارتكبوا الآثام والكبائر ولو نظرنا في حقيقة ما بين كثير من المسلمين لوجدناها *وما آفة الأخبار إلا رواتها.*

🔰والذي ابتلي به الدعاة إلى الله تعالى لا سيما أهل السنة لهي مصيبة عدم التثبت من رواة الأخبار والأقوال وأنا أسميها *(شركة قالوا)* كما قالت العرب *بئس مطية الكذب زعموا*
فالله تعالى ضبط لنا هذا في كتابه وحذر من عدم العمل به وهذا لعظم فسادة وخطورة ضرره وشره على المسلمين جميعا.

🔰وأعلم أن من أعظم ضرب الدول والدعوات والأفراد والجماعات لهي نشر الشائعات من المغرضين وأصحاب القلوب المريضة المفسدة في الأرض.

🔰فعليك أخي المسلم أن تتثبت وتتبين ولا تصدق كل ماهب ودب بل من أسباب رد كلام العالم إذا أخذ عن كل ماهب ودب ولم يتبين في قوله وأمره فيكون مردود البيان والعلم والجرح والتعديل.

🔰ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﻔﺰاﺭﻱ اﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻢ. (مقدمة مسلم)

🔰وعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : بَقِيَّةُ صَدُوقُ اللِّسَانِ، وَلَكِنَّهُ يَأْخُذُ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ.(مقدمة مسلم)

🔰وإن مما ابتلي به العباد لاسيما أهل السنة السماع والتصديق للمغرضين الذين يفسدون الأخوة والمحبة بينهم من بعض المدسوسين في أوساطهم ممن ليس منهم فيتزيا بزيهم ويتكلم بلسانهم ويظهر التمسك بطريقتهم ولاهم له إلا الفساد بين الأحبة وهذا كثير لا كثرهم الله نسأل الله أن يعصم قلوبنا بالكتاب والسنة وأن يألف بينها ويجمعها على الخير والنفع للأمة وأن يسخرنا لخدمة دينه ونسأل الله تعالى المثوبة والقبول إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.

✍🏻كتبه أخوكم ومحبكم في الله/
أبو محمد/ طاهر بن محمد السماوي وفقه الله.
15/ ربيع الأخر/ 1441ه

════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

الأحد، 12 مايو 2019

كلام أهل العلم في توحيد الحاكمية

🔰كلام أهل العلم في توحيد الحاكمية.

✅جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :
..
((و الحكم بما انزل الله يدخل في توحيد الالوهية لانه من انواع العبادة لله سبحانه.
وكل انواع العبادة داخل في توحيد الالوهية.
وجعل الحاكمية نوعا مستقلا من انواع التوحيد عمل محدث لم يقل به احد من الائمة فيما نعلم))
المجموعة الثانية 1/376.

.....

✅وقال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله في لقاء مع شباب صباح السالم من الكويت
.........
((كلمة الحاكمية لله تدخل في قسم من الاقسام الثلاثة للتوحيد المصطلحة بين العلماء.
لكن مما يدل على انهم استعملوا هذا الاسم المبتدع لغرض سياسي مادي
وليس بديني انهم لايهتمون بجماهير الامة التي اكثرهم
كما قال رب العالمين في القرآن الكريم "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ" [يوسف : 106].

نحن نجد المسلمين اليوم مع الاسف -لا اعني غير المسلمين من اليهود و النصارى و الوثنيين- وانما نجد المسلمين الذين يشهدون معنا
ويقولون معنا (لا اله الا الله محمد رسول الله) يصدق مع الاسف الشديد على الكثيرين منهم تلك الاية االسابقة.
ماذا فعل هؤلاء الذين احدثوا بدعة الحاكمية ؟

ـ تركوا هؤلاء الجماهير في ضلالهم يعمهون
ـ واهتموا بحاكم واحد، خمسة، عشرة، عشرين، و لو كانوا مائة !

تركتم الملايين المملينة في ضلالهم يعمهون وما عدتم تهتمون بهم
وهم الذين يذكرون الحديث الضعيف رواية والصحيح معنى (من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم)... اين الاهتمام بامر المسلمين ؟

يهتمون بافراد قليلين نحن نقول انهم من المسلمين أما حسابهم عند رب العالمين.
فهذه الكلمة اذن خطرة جدا لانها صرفت ليس هؤلاء الدعاة فقط الذين كانوا من قبل على الصراط المستقيم كما ذكرنا آنفا
بل وجرفوا معهم جماهير من الشباب المسلم الذين كانوا سالكين الطريق المستقيم او كانوا على الاقل على وشك السلوك في هذا الطريق المستقيم...
واصبحوا في واد و الصراط المستقيم في واد))
فقال السائل "في واد آخر".

....

✅قال الشيخ الألباني في رسالة "التوحيد اولا يا دعاة الاسلام"
...
((و من عجائب بعض الدعاة انهم يهتمون بما لا يستطيعون القيام به من الامور.
ويدعون ما هو واجب عليهم و ميسور وذلك بمجاهدة نفوسهم كما قال ذلك الداعية المسلم الذي اوصى اتباعه بقوله
"اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم في ارضكم".
ومع ذلك فنحن نجد كثيرا من اتباعه يخالفون ذلك جاعلين جل دعوتهم الى إفراد الله عز وجل بالحكم و يعبرون عن ذلك بالعبارة المعروفة (الحاكمية لله).
(...) هذا يدل على احد شيئين : إما ان يكون هناك سوء تربية و سوء توجيه
وإما ان يكون هناك سوء عقيدة تدفعهم وتصرفهم الى الاهتمام بما لايستطيعون تحقيقه عن الاهتمام بما هو داخل في استطاعتهم...
فاما اليوم فلا ارى الا الاشتغال بالتصفية والتربية ودعوة الناس الى صحيح العقيدة والعبادة.
كل احد في حدود استطاعته ولا يكلف الله نفسا الا وسعها و الحمد لله رب العالمين)).

....

✅قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في فتاوى الحرم المكي لعام 1418 الشريط رقم 9
....
((زاد بعض الناس فقال التوحيد اربعة اقسام : توحيد الربوبية و توحيد الالوهية و توحيد الاسماء و الصفات، و توحيد الحاكمية.
وهذه الزيادة تعتبر قصورا.
فانظر كيف زاد و لكنه نقص.
كيف زاد و نقص ؟
نقول الحاكمية باعتبار الحكم من الخالق من قسم توحيد الربوبية وباعتبار التزامها من المخلوق من توحيد الالوهية.
اذن ما خرجت عن الاقسام الثلاثة فلماذا ننص عليها ؟!
قد يكون الذي وضعها له هدف –ما نحب ان نتكلم بالنيات، النيات علمها عند الله- قد يكون له هدف آخر
وهو منازعة الحكام في حكمهم لان الحكم يجب ان يكون لله الواحد القهار...
ونحن نقول نعم يجب ان يكون الحكم لله الواحد القهار
لكن هذا داخل باعتباره من الخالق في توحيد الربوبية و باعتباره من المخلوق الذي يجب ان يخضع لله في توحيد الالوهية، اذن لا حاجة لان ننص عليه.
قال آخر هناك قسم رابع ما هو ؟
قال توحيد المتابعة بان لا نتبع الا محمدا صلى الله عليه و سلم. نقول نعم.
و الله هذا على العين و الرأس.
هذا توحيد المتابعة لا بد منه.
لكن هذا باعتبار الخالق او باعتبار الرسول ؟
باعتبار الرسول.
هذا قسم مستقل...)).
...

✅سئل الشيخ صالح االفوزان يحفظه الله عمن يعرفون توحيد الالوهية بانه الحاكمية لله
...
فاجاب ((هذا التفسير منهم مردود بامرين.
اولا انه ليس من كلام اهل العلم .
واهل العلم ادرى بتفسير كلام الله و كلام رسوله.
وثانيا انه تفسير قاصر لانه اقتصر على جزئية من معنى (لا اله الا الله).
ولو فرضنا ان الحاكمية قامت و حكموا بالشريعة بين الناس في الخصومات ولكنهم لم يمنعوا عبادة القبور والاضرحة و لم يفردوا العبادة لله فهل ينفع هذا ؟!
هذا ما ينفع يا عباد الله و لايفيد شيئا
فليتق الله المسلم الذي يتكلم بمثل هذا الكلام ولا يفسر (لا اله الا الله) بهذا التفسير القاصر الذي يغر الناس و يخدعهم))
موقع الشيخ،

فتوى مسموعة برقم 10460.
....

✅سئل الشيخ صالح الفوزان
...
يا شيخ هناك بعض الناس من جعل للتوحيد قسما رابعا اسماه توحيد الحاكمية ؟
ـــــــ
فاجاب الشيخ الفوزان ((هو ضال هذا ضلال هذا ضلال و زيادة على ما قرره اهل العلم ان التوحيد نوعان او ثلاثة انواع.
هذا ضلال وبعض الناس يقول التوحيد نوع واحد فقط... كله ضلال..
ياتي واحد جاهل في القرن العشرين ويقول انا مجتهد ويزيد على ما اجمع عليه اهل العلم.
هذا ضلال هذا خطأ واضح.
لان الحاكمية داخل في توحيد الالوهية ما الذي يفصلها ويخليها قسما مستقلا ؟!
فليجعل الصلاة نوعا قسما خامسا وسادسا ويجعل الجهاد قسما سابعا خصص كل انواع العبادة كله اقسام للتوحيد !!! ما يصلح هذا.
فقال السائل يعني قول مبتدع هذا القول ؟
الشيخ ايه ما فيه شك. مخالف للاجماع.
ما قال به احد من اهل العلم. هو مخالف للاجماع)).
....

✅سئل الشيخ صالح الفوزان : فضيلة الشيخ ما رايكم فيمن يقول ان معنى (لا اله الا الله) هي لا حاكمية الا لله ؟
.....
فاجاب الشيخ ((ما شاء الله.
هذا اخذ جزء... جزءا قليلا من معنى لا اله الا الله وترك الاصل الذي هو التوحيد و العبادة.
لا اله الا الله معناها لا معبود بحق الا الله فهي تنفي الشرك و تثبت التوحيد.
والحاكمية جزء من معنى لا اله الا الله.
ولكن الاصل هو التوحيد، الاصل في لا اله الا الله هو التوحيد
"وما امروا الا ليعبدوا إلها واحدا"
"و ما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين"
"و ما خلقت الجن و الإنس الا ليعبدون"...
ـ لكن هذه فتنة هؤلاء الذين يقولون هذه المقالة اما انهم جهال يفسرون كلام الله وكلام رسوله وهم ليس عندهم علم
ـ وانما هم اصحاب ثقافة عامة ويسموهم مفكرين لكن ليس عندهم فقه في دين الله وعدم الفقه في دين الله آفة.
ولا يجوز لاحد ان يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله و هو ليس عنده فقه وعلم.
ما يكفي انه "مثقف" و انه يقرأ في الجرائد و الصحف و يعرف احوال العالم و ما عليه الناس.
هذا ما هو بعالم هذا مثقف فلا يجوز ان يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله الا العلماء اهل العلم واهل الفقه.
او ان هذا رجل مغرض عالم لكنه مغرض يريد ان يصرف الناس عن التوحيد ويشغلهم بقضايا دون التوحيد.
فهو اما جاهل و اما مغرض هذا الذي يفسر هذا التفسير...
حتى ان بعضهم كتب كتابا يقول فيه "ان الله خلق الخلق ليحققوا الحاكمية في الارض" !!!
هذا مخالف لقوله تعالى "وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون" يعني ما راح للاية هذه.
بل خلقهم ليحققوا الحاكمية !!! يا سبحان الله.
الله تعالى يقول "وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون"
وانت تقول "ليحققوا الحاكمية" ؟! نعم. من اين جاء بهذا التفسير ؟ !)).
.....
✅وقال ايضا
((و هؤلاء الذين جعلوا الحاكمية بدل التوحيد غالطون، حيث اخذوا جانبا و تركوا ما هو اعظم منه وهو العقيدة.
و تركوا ما هو مثله او اعظم منه وهو المناهج التي فرقت بين الناس، كل جماعة لها منهج، كل جماعة لها مذهب...)) 3/235-237.
...
✅وقال في "دروس من القرآن الكريم" ص 17
ـــ
((ومن المعاصرين من يقسم التوحيد الى اربعة اقسام فيقول التوحيد اربعة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية و توحيد الاسماء والصفات، وتوحيد الحاكمية.
ويستند في هذا الى ان التقسيم اصطلاحي وليس توقيفيا فلا مانع من الزيادة على الثلاثة.
ويقال لهذا ليس التقسيم اصطلاحيا و انما يرجع في التقسيم الى الكتاب والسنة.
والسلف حينما قسموا التوحيد الى ثلاثة اقسام استقرؤوها من الكتاب و السنة... و السلف ما اهملوا توحيد الحاكمية حتى ياتي واحد متاخر فيضيفه !!!
بل هو داخل عندهم في توحيد العبادة...)).
....

✅قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي يحفظه الله :
في شرحه لتطهير الاعتقاد للصنعاني، فصل صرف العبادة لغير الله
((توحيد الحاكمية نوع من افراد توحيد العبادة.
وقد غالى بعض الناس او الجماعات –و هم معروفون الان- في توحيد الحاكمية وصاروا لا يتكلمون الا عن توحيد الحاكمية ويكفرون الحكام لانهم لم يحكموا بالشريعة.
ولكن لا يتكلمون في الشرك ولا يتكلمون في الدعاء لغير الله ولا في الذبح لغير الله ولا في النذر لغير الله... مع ان هذا كله شرك.
فالقبور عندهم وامامهم و بين ايديهم يذبح لها و ينذر لها ولا يتكلمون الا في توحيد الحاكمية)).
....

✅جاء في كتاب القول السديد في الرد على من انكر تقسيم التوحيد
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله :
ــــــــــــــ
وبهذا يعلم أن هذا التقسيم من الحقائق الشرعية المستمدة
من كتاب الله تعالى، وليس أمراً اصطلاحياً أنشأه بعض العلماء(1).

✅قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله:
"هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف أشار إليه ابن مندة وابن جرير الطبري وغيرهما،
وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم،
وقرره الزبيدي في تاج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان في آخرين رحم الله الجميع،
وهو استقراء تامٌّ لنصوص الشرع، وهو مطرد لدى أهل كلِّ فنٍّ،

كما في استقراء النحاة كلام العرب إلى اس

م وفعل وحرف،
والعرب لم تفه بهذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء"
______

(1) وبهذا يعلم (((((( فساد ))))))
ما قرره مؤلف كتاب "الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر"
د. صلاح الصاوي حيث يقول (ص:(1)54):
"فإنَّ هذا التقسيم اصطلاحي، الهدف منه تقريب القضية وتنظيم دراستها،
كما اصطلح أهل العلم على أسماء اصطلاحية للعلوم ...
وعلى هذا فلا مشاحة في الاصطلاح،
وليست هناك حدود فاصلة بين ما يدخل في توحيد الربوبية،
وبين ما يدخل في توحيد الألوهية، وبين ما يدخل في توحيد الأسماء والصفات

بل إنَّ هذا التقسيم ابتداءً على هذا النحو لم يرد به فيما نعلم آية محكمة أو سنَّة متبعة،
والعبرة كما يقولون بالمقاصد والمعاني،
وليس بالألفاظ والمباني، هذا وإن كان تتابع أهل العلم على استخدام هذا التقسيم واستقراره
عبر قرون طويلة يجعله جزءاً من التراث السلفي، فينبغي قبوله على أن لا يكون في ذاته معقد ولاء وبراء".

فجعل أصلحه الله هذا التقسيم تقسيماً اصطلاحياً،
وليس حقيقة شرعية مأخوذة بالتتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة،
(((( بل تمادى في الباطل ))))) عند ما قال:

"وليست هناك حدود فاصلة بين ما يدخل في توحيد الربوبية،
وبين ما يدخل في توحيد الألوهية،
وبين ما يدخل في توحيد الأسماء والصفات".

وإني لأعجب غاية العجب (((( كيف يقول هذا من يتصدى لتوجيه مسيرة العمل الإسلامي المعاصر)))) ،
مع أنَّه في نفسه كما يصرح هنا لا يعرف حدوداً فاصلة بين أنواع التوحيد الثلاثة.

(((( وأيّ جناية على مسيرة العمل الإسلامي أشدّ من أن ينشر بين أهل الإسلام )))))))
أنَّ أقسام التوحيد ليست من الثوابت،
وليست من الأمور التي يعقد عليها الولاء والبراء،
وأنَّها لم يرد بها آية محكمة أو سنَّة متبعة،
وأنَّه ليس هناك حدود فاصلة بين هذه الأقسام،
وأنَّها أمور اصطلح عليها بعض أهل العلم ولا مشاحة في الاصطلاح. !!!!!!!

أليس في هذا خلخلة للصف وتوهين للاعتقاد
وتقليل من شأن التوحيد
فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، وفي الكتاب المذكور أخطاء عديدة من هذا الجنس ليس هذا موطن بيانها. اهــ

تابعنا علـّۓ المدونة…..

https://tahear77.blogspot.com/2019/04/blog-post_9.html
وعلـّۓ التلجرام…
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

الأربعاء، 10 أبريل 2019

حقوق الرعية على الراعي - الرئيس-

قال الإمام أبويعلى الحنبلي رحمه الله تعالى في الأحكام السلطانية:

ويلزم الإمام من أمور الأمّة عشرة أشياء:

أحدها: حفظ الدين على الأصول التي أجمع عليها سلف الأمة، فإن زاغ ذو شبهة عنه، بيّن له الحجة، وأوضح له الصواب، وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود، ليكون الدين محروسا من الخلل، والامة ممنوعة من الزلل.

الثاني: تنفيذ الأحكام بين المتشاجرين، وقطع الخصام بينهم، حتى تظهر النصفة، فلا يتعدى ظالم، ولايضعف مظلوم.

الثالث: حماية البيضة، والذب عن الحوزة، ليتصرف الناس في المعايش، وينتشروا في الأسفار آمنين.

الرابع: إقامة الحدود لتصان محارم الله تعالى عن الإنتهاك، وتحفظ حقوق عباده من إتلاف واستهلاك، [ونصب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأخذ على يد المفسدين، وقطع دابر المجرمين

الخامس: تحصين الثغور بالعدة المانعة، والقوة الدافعة، حتى لاتظفر الأعداء بغرة، ينهكون بها محرما، ويسفكون فيها دما لمسلم أو معاهد.

السادس: جهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة، حتى يسلم أو يدخل في الذمة.

السابع: جباية الفيء والصدقات على ما أوجبه الشرع نصا واجتهادا من غير عسف.

الثامن: تقدير العطاء، وما يستحق في بيت المال من غير سرف، ولاتقصير فيه، ودفعه في وقت لاتقديم فيه ولا تأخير.

التاسع: إستكفاء الأمناء وتقليد النصحاء فيما يفوضه إليهم من الأعمال، ويكله إليهم من الأموال لتكون الأعمال مضبوطة، والأموال محفوظة.

العاشر: أن يباشر بنفسه مشارفة الأمور، وتصفح الأحوال، ليهتم بسياسة الأمة وحراسة الملة، ولايعول على تفويض تشاغلا بلذة أو عبادة، فقد يخون الأمين ويغش الناصح، وقد قال تعالى: {يا داوود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين النّاس بالحقّ ولا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل اللّه إنّ الّذين يضلّون عن سبيل اللّه لهم عذابٌ شديدٌ بما نسوا يوم الحساب}، فلم يقتصر سبحانه على التفويض دون المباشرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ؛ "كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته". [أنظر: الأحكام السلطانية " للفراء: ص 11، و" الأحكام السلطانية " للماوردي: ص 15.]

أيها الرؤساء أحفظوا الشعوب بالعدل

العدل بين الرعية من الحقوق الواجبة على الولاة.
وفيه مباحث:
المبحث الأول: تعريف العدل.
المبحث الثاني: الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب العدل.
المبحث الثالث: مكانة العدل ومنفعته للراعي والرعية
المبحث الرابع: أقسام العدل وكيفية تحقيقه.

أولاً: تعريف العدل لغة واصطلاحاً.
الْعَدْل: خِلاَفُ الْجَوْرِ، وَهُوَ فِي اللُّغَةِ: الْقَصْدُ فِي الأْمُورِ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الأْمْرِ الْمُتَوَسِّطِ بَيْنَ طَرَفَيِ الإْفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ، وَالْعَدْل مِنَ النَّاسِ: هُوَ الْمَرْضِيُّ. قَوْلُهُ وَحُكْمُهُ، وَرَجُلٌ عَدْلٌ: بَيِّنُ الْعَدْل، وَالْعَدَالَةُ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ مَعْنَاهُ: ذُو عَدْلٍ.
العدل: هو فصل الحكومة على ما في كتاب اللّه – سبحانه وتعالى - وسنّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم لا الحكم بالرّأي المجرّد.
وقيل: بذل الحقوق الواجبة وتسوية المستحقّين في حقوقهم.
وقال ابن حزم: هو أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه.
وقال الجرجانيّ: العدل الأمر المتوسّط بين الإفراط والتّفريط.
والعدالة في الشّريعة: عبارة عن الاستقامة على طريق الحقّ بالاجتناب ممّا هو محظور دينا. [التعريفات(153)]

ثانياً: الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب العدل.
قال الله تبارك وتعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}. وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}.
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. وقال الله تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. [المائد:42].
- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه -قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإنّ اللّه-عزّ وجلّ-محسن يحبّ المحسنين». [صحيح الجامع (1/ 194)]
- وعن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أحبّ النّاس إلى اللّه يوم القيامة، وأدناهم منه مجلسا: إمام عادل، وأبغض النّاس إلى اللّه، وأبعدهم منه مجلسا: إمام جائر». [الترمذي (1329)]
- وعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ يَبْلُغُ بِهِ النبي -صلى الله عليه وسلم-وَفِى حَدِيثِ زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ». [مسلم(4698)]
-قال النووي - رحمه الله تعالى -:
قوله صلى الله عليه وسلم: إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا. أما قوله ولوا فبفتح الواو وضم اللام المخففة أي كانت لهم عليه ولاية والمقسطون هم العادلون وقد فسره في آخر الحديث والأقساط والقسط بكسر القاف العدل يقال أقسط أقساطا فهو مقسط إذا عدل قال الله تعالى وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ويقال قسط يقسط بفتح الياء وكسر السين قسوطا وقسطا بفتح القاف فهو قاسط وهم قاسطون إذا جاروا قال الله تعالى وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وأما المنابر فجمع منبر سمي به لارتفاعه قال القاضي يحتمل أن يكونوا على منابر حقيقة على ظاهر الحديث ويحتمل أن يكون كناية عن المنازل الرفيعة قلت الظاهر الأول ويكون متضمنا للمنازل الرفيعة فهم على منابر حقيقة ومنازلهم رفيعة أما قوله صلى الله عليه و سلم عن يمين الرحمن فهو من أحاديث الصفات.[شرح مسلم(6/416)].
-وقال رحمه الله: وأما قوله صلى الله عليه و سلم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا فمعناه أن هذا الفضل إنما هو لمن عدل فيما تقلده من خلافة أو إمارة أو قضاء أو حسبة أو نظر على يتيم أو صدقة أو وقف وفيما يلزمه من حقوق أهله وعياله ونحو ذلك والله أعلم. .[شرح مسلم(6/416)]..

عليك بالعدل إن وليت مملكةً… واحذر من الجور فيها غاية الحذر.
فالملك يبقى على عدل الكفور ولا… يبقى مع الجور في بدو ولا حضر.
- وعن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه - قال: من عرض له قضاء فليقض بما في كتاب اللّه، فإن جاءه أمر ليس في كتاب اللّه- عزّ وجلّ- فليقض بما قضى به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإن جاءه أمر ليس في كتاب اللّه- عزّ وجلّ- ولم يقض به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم فليقض بما قاله الصّالحون، فإن جاءه أمر ليس في كتاب اللّه ولم يقض به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يقض به الصّالحون، فليجتهد رأيه، فإن لم يحسن فليقرّ، ولا يستحي.[ النسائي (8/ 230) وقال الألباني فى صحيحه: صحيح الإسناد موقوف (3/ 1092- 1093)]

المبحث الثالث: مكانة العدل ومنفعته للراعي والرعية.
فَإِن من وصف الرياسة الْعدْل فِي السياسة، لتعمر الْبِلَاد ويأمن الْعباد، ويصخ الْفساد، وتجري الْأُمُور على وفْق السداد، وتنتعش الرّعية، وتقوى على أَدَاء الْفَرَائِض الشَّرْعِيَّة، وَتلك رَحْمَة من الله أودعها قُلُوب الْوُلَاة والملوك، لينصفوا بَين الْمَالِك والمملوك والغني والصعلوك.[الجوهر النفيس في سياسة الرئيس(ص118)]
وَالله مَا حلي الإِمَام بحليةٍ ... أبهى من الْإِحْسَان والإنصاف.
فلسوف يلقى فِي الْقِيَامَة فعله ... مَا كَانَ من كدرٍ أَتَاهُ وصافي.
وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء: " بالراعي تصلح الرّعية، وبالعدل تملك الْبَريَّة وَمن عدل فِي سُلْطَانه اسْتغنى عَن أعوانه، وَالظُّلم مسْلبَةٌ النعم، ومجلبة النقم، وَأقرب الْأَشْيَاء سرعَة الظلوم وأنفذ السِّهَام دَعْوَة الْمَظْلُوم، وَمن سل سيف الْعدوان سلب من السُّلْطَان ".
قَالَ الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله: " إِن الله تَعَالَى لَا يهْلك الرّعية، وَإِن كَانَت ظالمة إِذا كَانَت الْأَئِمَّة هادية مهديةٌ: وَيهْلك الرّعية وَإِن كَانَت هادية مهدية إِذا كَانَت الْأَئِمَّة ظالمة، لِأَن أَعمال الْأَئِمَّة تعلو أَعمال الرّعية ".[المصدر السابق(
ص123-125)]
قال الذهبي رحمه الله:
قَالَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ، سَمِعَ المَنْصُوْرَ يَقُوْلُ:
الخَلِيْفَةُ لاَ يُصْلِحُهُ إِلاَّ التَّقْوَى، وَالسُّلْطَانُ لاَ يُصْلِحُه إِلاَّ الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةُ لاَ يُصلِحُهَا إِلاَّ العَدْلُ، وَأَولَى النَّاسِ بِالعَفْوِ أَقْدَرُهُم عَلَى العُقُوْبَةِ، وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقلاً مَنْ ظَلَمَ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ.[السير(7/87)]

وليس لله في الأرض سلطان إلا وقد أخذ عليه شرائط العدل، ومواثيق الإنصاف وشرائع الإحسان، وكما أنه ليس فوق رتبة السلطان العادل رتبة كما أن خيره يعم، كذلك ليس دون رتبة السلطان الشرير الجائر رتبة لشرير لأن شره يعم. وكما أن بالسلطان العادل تصلح البلاد والعباد، وتنال الزلفى إلى الله تعالى والفوز بجنة المأوى.
كذلك بالسلطان الجائر تفسد البلاد والعباد وتقترف المعاصي والآثام وتورث دار البوار، وذلك أن السلطان إذا عدل انتشر العدل في رعيته وأقاموا الوزن بالقسط، وتعاطوا الحق فيما بينهم، ولزموا قوانين العدل فمات الباطل وذهبت رسوم الجور، وانتعشت قوانين الحق فأرسلت السماء غياثها، وأخرجت الأرض بركاتها، ونمت تجارتهم وزكت زروعهم وتناسلت أنعامهم، ودرت أرزاقهم ورخصت أسعارهم وامتلأت أوعيتهم، فواسى البخيل وأفضل الكريم، وقضيت الحقوق وأعيرت المواعين، وتهادوا فضول الأطعمة والتحف فهان الحطام لكثرته وذل بعد عزته، وتماسكت على الناس مروآتهم وانحفظت عليهم أديانهم. وبهذا تبين لك أن الوالي مأجور على ما يتعاطاه من إقامة العدل، ومأجور على ما يتعاطاه الناس بسببه.
وإذا جار السلطان انتشر الجور في البلاد وعم العباد، فرقت أديانهم واضمحلت مروآتهم وفشت فيهم المعاصي وذهبت أماناتهم، وتضعضعت النفوس وقنطت القلوب، فمنعوا الحقوق وتعاطوا الباطل، وبخسوا المكيال والميزان وجوزوا البهرج، فرفعت منهم البركة وأمسكت السماء غياثها، ولم تخرج الأرض زرعها أو نباتها، وقل في أيديهم الحطام وقنطوا وأمسكوا الفضل الموجود، وتناجزوا على المفقود، فمنعوا الزكوات المفروضة وبخلوا بالمواساة المسنونة، وقبضوا أيديهم عن المكارم وتنازعوا المقدار اللطيف وتجاحدوا القدر الخسيس، ففشت فيهم الأيمان الكاذبة والحيل والبيع والخداع في المعاملة، والمكر والحيلة في القضاء والاقتضاء، ولا يمنعهم من السرقة إلا العار ومن الزنا إلا الحياء، فيظل أحدهم عارياً عن محاسن دينه متجرداً عن جلباب مروءته، وأكثر همته قوت دنياه وأعظم مسراته أكله من هذا الحطام، ومن عاش كذلك فبطن الأرض خير له من ظهرها.
قال وهب بن منبه رضي الله عنه:
إذا هم الوالي بالجور أو عمل به أدخل الله النقص في أهل مملكته في الأسواق والزرع والضرع وكل شيء، وإذا هم بالخير والعدل أو عمل به أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك. وقال عمر بن عبد العزيز: تهلك العامة بعمل الخاصة، ولا تهلك الخاصة بعمل العامة، والخاصة هم الولاة. وفي هذا المعنى قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}
قال الوليد بن هشام:
إن الرعية لتفسد بفساد الوالي وتصلح بصلاحه. وقال سفيان الثوري لأبي جعفر المنصور: إني لأعلم رجلاً إن صلح صلحت الأمة وإن فسد فسدت الأمة، قال: ومن هو؟ قال: أنت! وقال ابن عباس: إن ملكاً من الملوك خرج يسير في مملكته مستخفياً بمكانه، فنزل على رجل له بقرة فراحت البقرة فحلبت له قدر حلاب ثلاثين بقرة، فتعجب الملك لذلك وحدثته نفسه بأخذها، فلما راحت عليه من الغد حلبت على النصف مما حلبت بالأمس، فقال له الملك: ما بال حلابها نقص، أرعت في غير مرعاها بالأمس؟ قال: لا، ولكني أظن أن ملكنا هم بأخذها فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم أو هم بالظلم ذهبت البركة. فعاهد الملك الله سبحانه وتعالى في نفسه أن لا يأخذها، فراحت من الغد فحلبت حلاب ثلاثين بقرة، فتاب الملك وعاهد ربه: لأعدلن ما بقيت! ومن المشهور في أرض المغرب أن السلطان بلغه أن امرأة لها حديقة فيها القصب الحلو، وأن قصبة منها تعصر قدحاً، فعزم على أخذها منها، ثم أتاها وسألها عن ذلك فقالت: نعم! ثم إنها عصرت قصبة فلم تبلغ نصف قدح، فقال لها: أين الذي كان يقال؟ فقالت: هو الذي بلغك إلا أن يكون السلطان قد عزم على أخذها مني فارتفعت بركتها. فتاب السلطان وأخلص نيته لله أن لا يأخذها أبداً، ثم أمرها فعصرت ملء القدح.
وحدثني بعض الشيوخ ممن كان يروي الأخبار بمصر قال: كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرداب تمراً لم يكن في الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان فلم تحمل في ذلك العام شيئاً ولا ثمرة واحدة. قال شيخنا رحمه الله: قال لي شيخ من أشياخ الصعيد: أعرف هذه النخلة في الناحية الغربية يجنى منها عشرة أرداب ستين ويبة، وكان صاحبها يبيعها في سني الغلاء كل ويبة بدينار. وقال الشيخ رضي الله عنه: وشهدت أنا بالإسكندرية والصيد في الخليج مطلق للرعية والسمك فيه يغلي كثرة يصيده الأطفال بالخرق، ثم حجره الوالي ومنع الناس من صيده فذهب السمك حتى لا يكاد يرى فيه إلا الواحدة إلى يومنا هذا. وهكذا بتعدي سرائر الملوك وعزائمهم ومكنون ضمائرهم في الرعية، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وروى أصحاب التواريخ في كتبهم قالوا: كان الناس إذا أصبحوا في زمان الحجاج وتلاقوا يتساءلون: من قتل البارحة ومن صلب ومن جلد ومن قطع؟ وأمثال ذلك. وكان الوليد صاحب ضياع واتخاذ مصانع، فكان الناس يتساءلون في زمانه عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار. ولما ولي سليمان بن عبد الملك، وكان صاحب نكاح وطعام، فكان الناس يتحدثون ي الأطعمة الرفيعة ويتوسعون في الأنكحة والسراري، ويغمرون مجالسهم بذكر ذلك. ولما ولي عمر بن عبد العزيز كان الناس يتساءلون: كم تحفظ من القرآن وكم وردك في كل ليلة، وكم يحفظ فلان ومتى يختم وكم يصوم من الشهر؟ وأمثال ذلك. [سراج الملوك (45-46)]
فالْعَدْل مِيزَانُ اللَّهِ فِي الأْرْضِ، وَهُوَ قِوَامُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَسَبَبُ صَلاَحِ الْخَلْقِ، وَبِهِ قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأْرْضُ. قَال تَعَالَى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } . وَوَرَدَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَلِهَذَا نَصَّ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الْوِلاَيَةَ إِذَا شَمِلَهَا الْعَدْل كَانَتْ مِنْ أَفْضَل الطَّاعَاتِ، وَأَنَّ الْعَادِل مِنَ الأَئِمَّةِ وَالْوُلاَةِ وَالْقُضَاةِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ جَمِيعِ الأَْنَامِ .
قَال الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ : وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ مَا يَجْرِي عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ إِقَامَةِ الْحَقِّ وَدَرْءِ الْبَاطِلِ، فَإِنَّ أَحَدَهُمْ يَقُول الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ فَيَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ مَظْلِمَةٍ فَمَا دُونَهَا، أَوْ يَجْلِبُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ مَصْلَحَةٍ فَمَا دُونَهَا، فَيَا لَهُ مِنْ كَلاَمٍ يَسِيرٍ وَأَجْرٍ كَبِيرٍ .
أَمَّا وُلاَةُ الْجَوْرِ وَقُضَاةُ السُّوءِ فَأَعْظَمُ النَّاسِ وِزْرًا، وَأَحَطُّهُمْ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِعُمُومِ مَا يَجْرِي عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ جَلْبِ الْمَفَاسِدِ وَدَرْءِ الْمَصَالِحِ، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَقُول الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ فَيَأْثَمُ بِهَا أَلْفَ إِثْمٍ أَوْ أَكْثَرَ عَلَى حَسَبِ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ، فَيَا لَهَا مِنْ صَفْقَةٍ خَاسِرَةٍ وَتِجَارَةٍ بَايِرَةٍ .
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنَّ جِمَاعَ السِّيَاسَةِ الْعَادِلَةِ وَالْوِلاَيَةِ الصَّالِحَةِ : أَدَاءُ الأَْمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، وَالْحُكْمُ بَيْنَهُمْ بِالْعَدْل .وَحَكَى : إِنَّ اللَّهَ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً، وَلاَ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَلَوْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً. [الموسوعة الكويتية(45/146)]
كلام قيَّم لابن قيم الجوزية في هذا المضمار:
يقول ابن قيم الجوزية -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:
(إن الله -سبحانه- أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به الأرض والسماوات، فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان، فثم شرع الله ودينه ... إلخ[الطرق الحكمية(ص14)]
فالعدل في الإِسلام من صميم التطبيق لأحكام الشريعة وليس مبدأً مستقلًا عنها لأن مصدره الوحي الإلهي من قرآن أو سنة نبوية أو اجتهاد المجتهدين الذين يستنبطون الأحكام من المصدرين السابقين بالقياس، بخلاف القانون الوضعي الذي يعتبر فكرة العدالة مصدرًا مستقلًّا خارجًا عنه يلجأ إليه القاضي أخيرًا ليستوحي القاعدة القانونية، ثم إن الشريعة مقاصدها تتصف بقوة الإِلزام الذي تستمده من الشارع الحكيم بخلاف القانون الوضعي الذي يستمد مقاصده من سمو المبادئ التي تحتوي عليها والتي تختلف بحسب الزمان والمكان)
هذا (وإذا كان العدل من السمات الأخلاقية المتميزة للدولة الإِسلامية وشريعتها فإنه لا يقتصر على أفراد الدولة فقط -أعني المسلمين فحسب- بل إن عدالة الإِسلام للإنسان (بإطلاقِ) أيًّا كان أصله العِرْقِي أو اللغوي أو طبقته أو عقيدته دون تمييز أو محاباة أو تحامل أو استعلاء، وليس أدل على ذلك مما وعاه التاريخ وبقي صورة وضيئة للعدل عبر القرون من ذلك مثلًا: وقفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بجانب خصمه النصراني والذي سرق درعه، أمام شريح الذي لم يمنعه إكباره وإجلاله لأمير المؤمنين أن يطلب منه البينة على سرقة النصراني درعه، ولما لم يجد أمير المؤمنين البينة حكم القاضي للنصراني على أمير المؤمنين ... إلخ)
والتاريخ الإِسلامي حافل بأمثال هذه الأخبار الدالة على سيادة الحق والعدل في المجتمع الإِسلامي وحرية القضاء واستقلاله في المحكمة الإِسلامية ورسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى أبي موسى الأشعري في القضاء التي حددت معالم الحق والعدل في الخصومات، لا تزال كنزًا من كنوز دساتير القضاء حتى اليوم ... يقول عمر - رضي الله عنه -: (... آس بين الناس في خلقك وعدلك، ووجهك ومجلسك، حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك ... إلخ).[ وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر(ص 161)]
والعدل وهو الّذي تستغزر به الأموال، وتعمر به الأعمال، وتستصلح به الرّجال: ولما فتح السّلطان «هولاكو» بغداد في سنة ستّ وخمسين وستّمائة، أمر أن يستفتي العلماء، أيّهما أفضل، السلطان الكافر العادل، أم السلطان المسلم الجائر؟ ثمّ جمع العلماء بالمستنصريّة لذلك، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضيّ الدين عليّ بن طاووس حاضرا هذا المجلس، وكان مقدّما، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا، ووضع خطّه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر فوضع الناس خطوطهم بعده.[السياسة الشرعية لطقطقي(23)]
ولما استأذن الهرمزان على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يجد عنده حاجباً ولا بواباً فقيل له: هو في المسجد، فأتى المسجد فوجده مستلقياً متوسداً كوماً من الحصى ودرته بين يديه، فقال له الهرمزان: يا عمر عدلت فأمنت فنمت! وقال الحسن بن علي: رأيت عثمان رضي الله عنه وقد جمع الحصى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رأسه، وقد وضع إحدى جانبي ردائه عليه وهو يومئذ أمير المؤمنين، ما عنده أحد من الناس ودرته بين يديه.
وكتب عامل حمص إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن مدينة حمص قد تهدمت واحتاجت إلى الإصلاح فكتب إليه عمر: حصنها بالعدل ونق طرقها من الجور، والسلام. وقالت الحكماء: من حرم العدل فلا خير له ولا للناس في سلطانه. وقال يحيى بن أكثم: ماشيت المأمون في بستان والشمس على يساري والمأمون في الظل، فلما رجعنا وقعت الشمس أيضاً علي، فقال لي المأمون: تحول مكاني وأنا أتحول مكانك حتى تكون في الظل كما كنت، وأقيك الشمس كما وقيتني، فإن أول العدل أن يعدل الرجل على بطانته، ثم الذين يلونهم حتى يبلغ العدل الطبقة السفلى. فعزم علي فتحولت. [سراج الملوك(53)]
قيل: لا يكون العمران إلا حيث يعدل السلطان.
قيل: العدل حصن وثيق في رأس نيق، لا يحطمه سيل، ولا يهدمه منجنيق.
وقع المأمون إلى عامل: أنصف من ولّيت أمره، وإلا أنصفه من ولي أمرك، وعنه: أكفه أمره وإلا كفيته أمرك.
وقال بعض السلف: العدل ميزان الله، والجور مكيال الشيطان.
الملك العادل مكنوف بعون الله، محروس بعين الله.
قال أرد شير: إذا رغب الملك عن العدل، رغبت الرعية عن الطاعة.
وعنه: لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل وحسن سياسة. [ربيع الأبرار ونصوص الأخيار(3/393)]

المبحث الرابع: أقسام العدل وكيفية تحقيقها:
-قال الماورديّ رحمه الله:
إنّ ممّا تصلح به حال الدّنيا قاعدة العدل الشّامل، الّذي يدعو إلى الألفة، ويبعث على الطّاعة، وتعمر به البلاد، وتنمو به الأموال، ويكبر معه النّسل، ويأمن به السّلطان.
وليس شيء أسرع في خراب الأرض، ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور؛ لأنّه ليس يقف على حدّ، ولا ينتهي إلى غاية، ولكلّ جزء منه قسط من الفساد حتّى يستكمل.
ونقل عن بعض البلغاء قوله: إنّ العدل ميزان اللّه الّذي وضعه للخلق، ونصبه للحقّ فلا تخالفه في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، واستعن على العدل بخلّتين: قلّة الطّمع، وكثرة الورع. فإذا كان العدل من إحدى قواعد الدّنيا الّتي لا انتظام لها إلّا به، ولا صلاح فيها إلّا معه، وجب أن يبدأ بعدل الإنسان في نفسه، ثمّ بعدله في غيره. فأمّا عدله في نفسه، فيكون بحملها على المصالح وكفّها عن القبائح، ثمّ بالوقوف في أحوالها على أعدل الأمرين: من تجاوز أو تقصير، فإنّ التّجاوز فيها جور، والتّقصير فيها ظلم، ومن ظلم نفسه فهو لغيره أظلم، ومن جار عليها فهو على غيره أجور.
فأمّا عدله مع غيره، فقد تنقسم حال الإنسان مع غيره على ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: عدل الإنسان فيمن دونه، كالسّلطان في رعيّته، والرّئيس مع صحابته، فعدله فيهم يكون بأربعة أشياء:
باتّباع الميسور، وحذف المعسور، وترك التّسلّط بالقوّة، وابتغاء الحقّ في السّيرة، فإنّ اتّباع الميسور أدوم، وحذف المعسور أسلم، وترك التّسلّط أعطف على المحبّة، وابتغاء الحقّ أبعث على النّصرة.
القسم الثّاني: عدل الإنسان مع من فوقه.
كالرّعيّة مع سلطانها، والصّحابة مع رئيسها، ويكون ذلك بثلاثة أشياء:
بإخلاص الطّاعة، وبذل النّصرة، وصدق الولاء؛ فإنّ إخلاص الطّاعة أجمع للشّمل، وبذل النّصرة أدفع للوهن، وصدق الولاء أنفى لسوء الظّنّ.
وهذه أمور إن لم تجتمع في المرء تسلّط عليه من كان يدفع عنه واضطرّ إلى اتّقاء من كان يقيه ... وفي استمرار هذا حلّ نظام شامل، وفساد صلاح شامل.
القسم الثّالث: عدل الإنسان مع أكفائه، ويكون بثلاثة أشياء: بترك الاستطالة، ومجانبة الإدلال، وكفّ الأذى؛ لأنّ ترك الاستطالة آلف، ومجانبة الإدلال أعطف، وكفّ الأذى أنصف، وهذه أمور إن لم تخلص في الأكفاء أسرع فيهم تقاطع الأعداء، ففسدوا وأفسدوا.
وقد يتعلّق بهذه الطّبقات أمور خاصّة يكون العدل فيها بالتّوسّط في حالتي التّقصير والسّرف، لأنّ العدل مأخوذ من الاعتدال، فما جاوز الاعتدال فهو خروج عن العدل، وإذا كان الأمر كذلك فإنّ كلّ ما خرج عن الأولى إلى ما ليس بأولى خروج عن العدل إلى ما ليس بالعدل.
ولست تجد فسادا إلّا وسبب نتيجته الخروج فيه عن حال العدل، إلى ما ليس بعدل من حالتي الزّيادة والنّقصان، وإذا لا شيء أنفع من العدل كما أنّه لا شيء أضرّ ممّا ليس بعدل. [أدب الدنيا والدين للماوردي (141- 144) بتصرف].
-وكتب بعض عمّال عمر بن عبد العزيز إليه: أمّا بعد، فإنّ مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لها مالا يرمّها به فعل.
فكتب إليه عمر، «أمّا بعد، فقد فهمت كتابك وما ذكرت أنّ مدينتكم قد خربت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصّنها بالعدل، ونقّ طرقها من الظّلم، فإنّه مرمّتها والسّلام»
قال ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى-:
«إنّ النّاس لم يتنازعوا في أنّ عاقبة الظّلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: اللّه ينصر الدّولة العادلة، وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدّولة الظّالمة، ولو كانت مؤمنة» [الحسبة (ص16،17)]
وقال أيضا:
«أخبر اللّه في كتابه أنّه أنزل الكتاب والحديد ليقوم النّاس بالقسط، فقال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
ولهذا أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته بتولية ولاة الأمور عليهم، وأمر ولاة الأمور أن يردّوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكموا بين النّاس أن يحكموا بالعدل، وأمرهم بطاعة ولاة الأمور من طاعة اللّه تعالى»). [الحسبة (ص19)]
وقال أيضا:
«بالصّدق في كلّ الأخبار، والعدل في الإنشاء من الأقوال والأعمال تصلح جميع الأعمال، وهما قرينان كما قال اللّه تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا}. [الحسبة (22)]
وقال: فأيّ (يعني فكلّ) من عدل في ولاية من الولايات فساسها بعلم وعدل، وأطاع اللّه ورسوله بحسب الإمكان فهو من الأبرار الصّالحين. [الحسبة(ص25)]
-قال العلامة العثيمين - رحمه الله تعالى -:
العدل من الوالي ألا يفرق بين الناس لا يجور على أحد ولا يحابي غنيا لغناه ولا قريبا لقرابته ولا فقيرا لفقره ولكن يحكم بالعدل حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا يجب على القاضي أن يستعمل العدل مع الخصمين ولو كان أحدهما كافرا يعني لو دخل كافر ومسلم على القاضي فإن الواجب أن يعدل بينهم في الجلوس والمكالمة والملاحظة بالعين وغير ذلك لأن المقام مقام حكم يجب فيه العدل وإن كان بعض الجهال يقول لا، قدم المسلم نقول لا يجوز أن نقدم المسلم لأن المقام مقام محاكمة ومعادلة فلابد من العدل في كل شيء ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله سبعة يظلهم الله وليس هذا على سبيل الحصر هناك أناس آخرون يظلهم الله غير هؤلاء وقد جمعهم الحافظ بن حجر في شرح البخاري فزادوا على العشرين .[شرح الرياض(1/705)]
وقالت الحكماء: أسرع الخصال في هدم السلطان وأعظمها في إفساده وتفريق الجمع عنه إظهار المحاباة لقوم دون قوم، والميل إلى قبيلة دون قبيلة، فمتى أعلن بحب قبيلة فقد برئ من قبائل. وقديماً قيل: المحاباة مفسدة. وقال مهبوز الموبذان: من زوال السلطان تقريب من ينبغي أن يباعد، ومباعدة من ينبغي أن يقرب وحينئذ حان أوان الغدر. [سراج الملوك(55)]

فائدة: التطبيق العملي لمبدأ المساواة الإِنسانية وفائدته.
كان أول تطبيق عملي لحقيقة هذه الآية الكريمة في {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} الوجود الِإنساني هو ما صنعه في الإِسلام محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - الأنموذج الِإنساني الأعلى في حجة الوداع: يا أيها الناس: أَلاَ إن ربكم واحد. وإن أباكم واحد. أَلاَ لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلَّا بالتقوى، أَبَلَّغْتْ؟ قالوا: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وجعل - صلى الله عليه وسلم - نفسه الكريمة وأقرب الناس إليه مثلًا أعلى لتطبيق دعامة المساواة الإِنسانية تطبيقاً عملياً، ليبين عن معقد الفضل بالعمل الصالح، ليتنافس فيه المتنافسون؟ (فقد زوج مولاه زيد بن حارثة ابنة عمته زينب بنت جحش ثم تزوجها - صلى الله عليه وسلم - بعد أن طلقها زيد، ليكون ذلك أساسًا لتشريع المساواة في أعلى ذروتها وأفضل صورها، وليقتلع به جذور الجاهلية من أصلها.
وذلك ليذهب الفوارق الطارئة على حقيقة الإِنسانية ولم يُبْقِ إلَّا على ميزة العمل الصالح يقوم به المسلم فيسدي إلى مجتمعه الذي يعيش فيه خيرًا وبراً وإصلاحا. جاعلًا هذه الميزة هي مناط التفاضل والكفاءة نحو الأنساب والمصاهرة.
ولما لغطت ألسنة بشأن سلمان الفارسي، وتحدثوا عن العربية والفارسية بحكم إيحاءات القوم الضيقة ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضربته الحاسمة في هذا الأمر فقال: "سلمان منا أهل البيت".
فتجاوز - صلى الله عليه وسلم -: كل آفاق النسب الذي يعتزون به، وكل حدود القومية الضيقة التي يتحمسون لها وجعله من أهل البيت رأسًا.
وقد سار المسلمون على سيرة نبيهم، فعاشروا غيرهم من أهل الملل والنحل الأخرى بصفاء ووئام، والدين أقوى حاكم على شعورهم، فلم يشاهد منهم ما يعابون عليه، ولم يفرقوا في مكارم الأخلاق وحقوق الإجتماع بين مسلم وغير مسلم ولم يمنعوا غير المسلم أن يقاضي أرفع رأس في المسلمين، وينتصف منه.
وكانت غسَّان قبيلةً عربية عميلة للروم، حيث كانت متاخمة لحدودها، وكان جَبَلة بن الأيهم آخرَ ملوك هذه القبيلة، أسلم جبلة في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد أراد أن يلتحقَ بالعرب أبناء قومه، فبعث عمر بن الخطاب برسالة إليه: أن اقدم إلينا، ولك ما لنا من الحقوق، وعليك ما علينا من الواجبات، فجاء جبلة إلى الحجاز ومعه خمسُمائة فارسٍ تبدو عليهم آثار الأبَّهة والترف بلباسهم المنسوج بالذهب والفضة.
حضر جبلة موسم الحج، فداس رجلٌ من فزارة على إزارِ جبلة، فغضب جبلة ولطم الفزاريَّ لطمة قوية هشمت أنفه، فذهب الفزاري إلى عمر يشتكي إليه؛ ليأخذ حقَّه من ملك الغساسنة الذي أسلم حديثًا، فبعث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى جبلة ملك غسان برسالة يقول له فيها: ما الذي دعاك إلى أن تلطم أخاك هذه اللطمة المؤلمة؟! فلما قرأ جبلة الرسالة وسمع هذا السؤال من خليفة المسلمين، عجب من مضمونها، وأخذتْه العزَّة بالإثم، وشعر بأنه قد أُهِينت كرامته حين علم بأنه - وهو المَلِك - يُحاسَب؛ لأنه لطم أعرابيًّا من البادية، ثم قال: لولا حرمة هذا البيت لقتلتُ من داس إزاري، فقال له عمر في رسالة بعثها إليه: إما أن تُرضِيَه وإلا اقتصصتُ له منك، عاقبتك بمثل ما عاقبته، فدُهش جبلة، وردَّ بقوله مستفهمًا مستنكرًا: أتقتصُّ له منِّي وأنا ملك وهو من سوقة الناس؟! فقال له عمر: إن الإسلام ساوى بينكما، قال جبلة المَلِك: إني رجوتُ أن أكون بعد إسلامي أعزَّ مما كنتُ عليه قبل إسلامي، فكرَّر عمر قوله: الإسلام ساوى بينكما، فقال جبلة: إذًا أتنصَّر وأترك الإسلام وأعود نصرانيًّا، فقال عمر: إذًا أضرِبُ عنقَك، وتناحر قوم جبلة وقوم فزارة، وأوشكت أن تشتعل بينهم فتنة، فطلب جبلة من عمر أن يمهله إلى غدٍ، فوافق عمر وأجَّل القضية إلى غد، فخرج جبلة من المدينة هاربًا متخفِّيًا ومتسترًا بظلام الليل، ثم التحق بقيصر ملك الروم، فأكرمه هرقل وأغدق عليه الأموال![انظر البداية والنهاية(8/ 63-64)]
فهذا لون من العدالة الإِنسانية لا يعرفه الناس في غير الإِسلام، لأنه قائم على احترام الإِنسان -أي إنسان - بِغَضِّ النظر عن جنسه ولونه بل وعقيدته أيضًا، وهذا السمو الذي تحلى به الإِسلام يزداد ظهورًا إذا قورن بما يجري بين الأمم اليوم من المعاملات التي تنافي الكرامة الإِنسانية بعد أن طغت الجاهلية، وأصبح الإِنسان كله لا يساوي شيئًا في المذهب المادي المسيطر في روسيا زعيمة الدول الشرقية، ولا يقوم له وزن إلَّا برصيده من الدولارات في أمريكا زعيمة الدول الغربية!! وغيرهما من الدول التي لم تهتد بهدي الإِسلام وتعاني ولا تزال تعاني من مشكلة الطبقات ومعضلة المليونين!! ولكن الإِسلام جاء بالمساواة الصحيحة المستقيمة التي روحها العدل والرحمة والتكافل في الحقوق:
فقد ساوى بين طبقات الخلق في العدل في كل شيء {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} وساوى بين طبقات العباد في الحقوق والواجبات تبعاً لقدرتهم واستطاعتهم. قال -تعالى-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
وقال -تعالى-: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}.
وقال -تعالى-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
وقال -تعالى-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}.
وساوى بينهم في وجوب إيتاء الحق الذي عليهم وفي إيصال الحق إليهم. قال -تعالى-: {... وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) ...}.
- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت له مظلمةٌ لأحد من عِرْضِه أو شيء فلْيتحلَّلْه منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرح عليه".[البخاري(2449)]
كما ساوى الإِسلام بين المسلمين في إيجاب العبادات وتحريم المحرمات ساوى بينهم في الفضل والثواب بحسب أعمالهم {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}.
وكما ساوى بينهم في العبادات: ساوى بينهم في المعاملات العوضية والتبرعات، والإحسان، وجعل الرضا شرطاً لصحة العقود ونفاذها، وأن من أكره على شيء منها لا ينفذ له معاملة، ولا يستقيم له تبرع.
والخلاصة أن: الإِسلام ساوى بين الناس في كل حق ديني أو فى نيوي ولم يجعل لأحد على أحد ميزة في شيء؛ إلَّا بما قدم وبهذا يعرف كمال حكمة الله وشمول رحمته وحسن أحكامه {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}. [وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر(166-170)].

فائـــــدة: العدل يريح القلب ويجلب الأمن للراعي والرعية.
ذكر الإمام الذهبي في ترجمة: جَهْوَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَهْوَرٍ أَبُو الحَزْمِ القُرْطُبِيُّ فقال:
الرَّئِيْس أَبُو الْحزم القُرْطُبِيُّ، الوَزِيْرُ، مِنْ بَيْتِ رِئاسَةٍ وَوزَارَةٍ، مِنْ دُهَاة الرِّجَالِ وَعُقَلاَئِهِم، دَبَّرَ أَمْرَ قُرْطُبَة، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، لَكِنَّهُ مِنْ عقله لَمْ يتسمَّ بِالإِمرَة، وَرَتَّبَ البَوَّابِيْن وَالحَشَمَ عَلَى بَابِ القَصْر، وَلَمْ يَنْتَقِل مِنْ بَيْتِهِ، وَأَنْفَقَ فِي الجُنْدِ الأَمْوَالَ، وَأَقَامَ العُمَال، وَفَرَّقَ العُدَدَ عَلَى العَامَة.
وَكَانَ عَلَى طَرِيْقَةِ الرُّؤَسَاء الصَّالِحِيْنَ، فَاسْتمرَّ أَمْرُ النَّاسِ مَعَهُ مُسْتَقِيْماً إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
فقَام بَعْدَهُ ابْنُهُ الرَّئِيْس أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ جَهْور، فَجَرَى فِي السّيَاسَةِ عَلَى مِنْهَاجِ أَبِيهِ سَوَاء، وَبَقِيَ كَذَلِكَ مُدَّة سِنِيْنَ.
وَكَانَ وَالِدُهُ أَبُو الْحزم مِنْ كِبَارِ العُلَمَاء، رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَخَلَف بن القَاسِمِ، وَعَبَّاس بن أَصْبَغَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَغَيْرهُ.
وَكَانَ مِنْ صِغَارِ وُزَرَاء دَوْلَةِ ابْنِ أَبِي عَامِر.
وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا مُمْسِكٌ أَمْرَ النَّاسِ إِلَى أَنْ يتَهَيَّأَ لَهُم مَنْ يَصْلُح لِلْخِلاَفَةِ.
فَاسْتقلَّ بِالسَّلْطَنَة، وَاسْترَاحَ مِنِ اسْمِهَا، وَكَانَ يَجْعَلُ ارتفَاع الأَمْوَالِ وَدَائِعَ عِنْد التُّجَّار وَمُضَاربَة.
وَكَانَ يَعُودُ المَرْضَى، وَيَشْهَدُ الجَنَائِز وَهُوَ بِزِيِّ الصَّالِحِيْنَ، وَلَهُ هَيْبَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَأَمْرٌ مُطَاع، عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَأَمَّا ابْنُهُ: أَبُو الوَلِيْدِ بنُ جَهْوَرِ بنِ مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيُّ
فَحكم عَلَى قُرْطُبَة ثَمَانِيَةَ أَعْوَام، فَقصدهُ ابْنُ عَبَّاد، وَقهره، وَأَخَذَ البَلَدَ، ثُمَّ سَجَنَ أَبَا الوَلِيْدِ فِي حصن.
وَكَانَ قَدْ قرأَ عَلَى مَكِّيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي المُطَرِّف القَنَازِعِيّ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْث، وَطَائِفَةٍ، وَعُنِي بِالحَدِيْثِ.
فَبَقِيَ فِي سِجنِ ابْنِ عَبَّاد إِلَى أَنْ مَاتَ فِي نِصْفِ شَوَّال، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: بَلْ غَلَبَ عَلَى قُرْطُبَة المَأْمُوْنُ بنُ ذِي النُّوْنِ صَاحِبُ طُلَيْطُلَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُ عكَاشة البَرْبَرِيّ، ثُمَّ غلب عَلَيْهَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عَبَّادٍ، وَصَارت تبعاً لإِشْبِيْليَة. [سير أعلام النبلاء(17/139)]

نسأل من الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين
كتبه أخوكم ومحبكم أبو محمد/ طاهر بن محمد السماوي وفقه الله تعالى.
1/ شعبان 1440هـ

الثلاثاء، 9 أبريل 2019

🔰جمال الوجوه المؤمنة يوم القيامة

🔰جمال الوجوه المؤمنة يوم القيامة
🔹1- النظرة:
قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}

✍🏻قال الفخر الرازي: قَالَ اللَّيْثُ: نَضَرَ اللَّوْنُ وَالشَّجَرُ وَالْوَرَقُ يَنْضُرُ نَضْرَةً، وَالنَّضْرَةُ النِّعْمَةُ، وَالنَّاضِرُ النَّاعِمُ، وَالنَّضِرُ الْحَسَنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ يُقَالُ لِلَّوْنِ إِذَا كَانَ مُشْرِقًا: نَاضِرٌ، فَيُقَالُ: أَخْضَرُ نَاضِرٌ، وَكَذَلِكَ فِي جَمِيعِ الْأَلْوَانِ، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يَكُونُ لَهُ بَرْقٌ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ: شَجَرٌ نَاضِرٌ، وَرَوْضٌ نَاضِرٌ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَضَرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا» الْحَدِيثَ. أَكْثَرُ الرُّوَاةِ رَوَاهُ بِالتَّخْفِيفِ، وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ فِيهِ التَّشْدِيدَ، وَأَلْفَاظُ الْمُفَسِّرِينَ مُخْتَلِفَةٌ فِي تَفْسِيرِ النَّاضِرِ، وَمَعْنَاهَا وَاحِدٌ قَالُوا: مَسْرُورَةٌ، نَاعِمَةٌ، مضيئة، مسفرة، مُشْرِقَةٌ بَهِجَةٌ.

✍🏻وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَضَرَتْ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ، كَمَا قَالَ: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}. [مفاتيح الغيب(30/ 730)]. {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} اى يوم قيام الساعة ناضِرَةٌ طرية بهية مشرقة يتلالأ منها أنوار اليقين والعرفان وآثار الأعمال الصالحة والأخلاق المرضية ألا وهي وجوه ارباب العناية الموفقين على صلاح الدارين وفلاح النشأتين لذلك حينئذ.

✍🏻قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى -: ثم ذكر ما يدعو إلى إيثار الآخرة، ببيان حال أهلها وتفاوتهم فيها، فقال في جزاء المؤثرين للآخرة على الدنيا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} أي: حسنة بهية، لها رونق ونور، مما هم فيه من نعيم القلوب، وبهجة النفوس، ولذة الأرواح، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي: تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم: منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيا، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم. [تيسير الكريم الرحمن(900)]

⏮وقال الله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)} قوله: {تَعْرِفُ في وُجوههم نَضْرَةَ النّعيم} فيها ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها الطراوة والغضارة , قاله ابن شجرة. الثاني: أنها البياض , قاله الضحاك. الثالث: أنها عين في الجنة يتوضؤون منها ويغتسلون فتجري عليهم نضرة النعيم , قاله عليّ. [تفسير الماوري(6/ 229)] قال الشوكاني رحمه الله تعالى -: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} أي: إذا رَأَيْتَهُمْ عَرَفْتَ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ النِّعْمَةِ لِمَا تَرَاهُ فِي وُجُوهِهِمْ مِنَ النُّورِ وَالْحُسْنِ وَالْبَيَاضِ وَالْبَهْجَةِ وَالرَّوْنَقِ، وَالْخِطَابُ لِكُلِّ رَاءٍ يَصْلُحُ لِذَلِكَ، يُقَالُ: أَنْضَرَ النَّبَاتُ إِذَا أَزْهَرَ وَنَوَّرَ. قَالَ عَطَاءٌ: وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ زَادَ فِي جَمَالِهِمْ وَفِي أَلْوَانِهِمْ مَا لَا يَصِفُهُ وَاصِفٌ. [فتح القدير(5/ 488)] قال تعالى: {ولقاهم نضرة وسرورا}

✍🏻قال السعدي - رحمه الله تعالى -: قال تعالى: {ولقاهم نضرة وسرورا} نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم.[تيسير الكريم الرحمن(142)]

🔹2- بيضاء:

قال الله تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)}

✍🏻قال ابن عاشور: وَالْبَيَاضُ وَالسَّوَادُ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ حَقِيقِيَّانِ يُوسَمُ بِهِمَا الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُمَا بَيَاضٌ وَسَوَادٌ خَاصَّانِ لِأَن هَذَا م أَحْوَالِ الْآخِرَةِ فَلَا دَاعِيَ لِصَرْفِهِ عَنْ حَقِيقَتِهِ. [التحرير والتنوير(4/ 44)]

✍🏻قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى -: يخبر تعالى عن حال يوم القيامة وما فيه من آثار الجزاء بالعدل والفضل، ويتضمن ذلك الترغيب والترهيب الموجب للخوف والرجاء فقال: {يوم تبيض وجوه} وهي وجوه أهل السعادة والخير، أهل الائتلاف والاعتصام بحبل الله {وتسود وجوه} وهي وجوه أهل الشقاوة والشر، أهل الفرقة والاختلاف، هؤلاء اسودت وجوههم بما في قلوبهم من الخزي والهوان والذلة والفضيحة، وأولئك ابيضت وجوههم، لما في قلوبهم من البهجة والسرور والنعيم والحبور الذي ظهرت آثاره على وجوههم كما قال تعالى: {ولقاهم نضرة وسرورا} نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم. [تيسير الكريم الرحمن(142)]

✍🏻وقال الرازي - رحمه الله تعالى -: الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْمَوْقِفِ إِذَا رَأَوُا الْبَيَاضَ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ عَرَفُوا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الثَّوَابِ فَزَادُوا فِي تَعْظِيمِهِ فَيَحْصُلُ لَهُ الْفَرَحُ بِذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا: أَنَّ السَّعِيدَ يَفْرَحُ بِأَنْ يُعْلِمَ قَوْمَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، قَالَ تعالى مخبراً عنهم يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ. الثَّانِي: أَنَّهُمْ إِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ خَصُّوهُ بِمَزِيدِ التَّعْظِيمِ فَثَبَتَ أَنَّ ظُهُورَ الْبَيَاضِ فِي وَجْهِ الْمُكَلَّفِ سَبَبٌ لِمَزِيدِ سُرُورِهِ فِي الْآخِرَةِ وَبِهَذَا الطَّرِيقِ يَكُونُ ظُهُورُ السَّوَادِ فِي وَجْهِ الْكُفَّارِ سَبَبًا لِمَزِيدِ غَمِّهِمْ فِي الْآخِرَةِ، فَهَذَا وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَالْمُكَلَّفُ حِينَ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا إِذَا عَرَفَ حُصُولَ هَذِهِ الْحَالَةِ فِي الْآخِرَةِ صَارَ ذَلِكَ مُرَغِّبًا لَهُ فِي الطَّاعَاتِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ لِكَيْ يَكُونَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَبِيلِ مَنْ يَبْيَضُّ وَجْهُهُ لَا مِنْ قَبِيلِ مَنْ يَسْوَدُّ وَجْهُهُ، فَهَذَا تَقْرِيرُ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ.[مفاتيح الغيب(8/ 318)]

⏮وعن صهيب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتُنجِّنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل ". [مسلم(181)]. ✍🏻قال القاضى - رحمه الله تعالى -: ذكر فى هذا الحديث نظر أهل الجنة إلى ربهم، مذهب أهل السنة بأجمعهم جواز رؤية الله عقلاً ووجوبها فى الآخرة للمؤمنين سمعاً، نطق بذلك الكتاب العزيز وأجمع عليه سلف الأمَّةِ ورواه بضعَة عشر من الصحابة بألفاظ مختلفةٍ عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلافاً للمعتزلة والخوارج وبعض المرجئة، إذ نفوا ذلك عقلاً بناءً على شروط يشترطونها من البنية والمقابلة واتصال الأشعة، وزوال الموانع فى تخليط لهم طويل، وأهل الحق لا يشترطون شيئاً من ذلك سوى وجود المرئى، وأن الرؤية إدراك يخلقها الله للرائى فيرى المرئى، لكن مجرى العادة تكون على صفاتٍ وليست بشروط. [إكمال المعلم(1/ 540-541)]

🔹3- مسفرة:

قال الله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)}

✍🏻قال القرطبي - رحمه الله تعالى -: قَوْلُهُ تَعَالَى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ": أي مشرقة مضيئة، قد علمت مالها مِنَ الْفَوْزِ وَالنَّعِيمِ، وَهِيَ وُجُوهُ الْمُؤْمِنِينَ. ضاحِكَةٌ أَيْ مَسْرُورَةٌ فَرِحَةٌ. مُسْتَبْشِرَةٌ: أَيْ بِمَا آتَاهَا اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ. وَقَالَ عَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ: مُسْفِرَةٌ مِنْ طُولِ مَا اغْبَرَّتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ. ذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ. الضَّحَّاكُ: مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ. ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، لِمَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: [مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ [يُقَالُ: أَسْفَرَ الصُّبْحُ إِذَا أَضَاءَ. [الجامع لأحكام القرآن(19/ 226)]

🔹4- ناعمة:

قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10)}. لما ذكر الله تعالى وجوه أهل النار، عقّب ذلك بذكر وجوه أهل الجنة، ليبين الفرق، فقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ} أي ووجوه يوم القيامة ذات نعمة وبهجة، ونضرة وحسن، يعرف النعيم فيها، أو متنعمة، كما قال الله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)} وهي وجوه السعداء، لما شاهدوا من عاقبة أمرهم وقبول عملهم، فهي لعملها الذي عملته في الدنيا ولطاعتها راضية، أي رضيت عملها، لأنها قد أعطيت من الأجر ما أرضاها. ثم وصف الله تعالى دار الثواب وهي الجنة أن أصحاب الوجوه الناعمة (المتنعمة) وهم المؤمنون السعداء في جنة رفيعة المكان، بهية الوصف، آمنة الغرفات، أي إن علو الجنة: من جهة المسافة والمكان، ومن جهة المكانة والمنزلة أيضا، لأن الجنة درجات بعضها أعلى من بعض، كما أن النار دركات بعضها أسفل من بعض.[الوسيط للزحيلي(3/ 2867)].

🔹5- مستنيرة.

فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أمَّتِى سَبْعُونَ ألْفًا، أَوْ سَبْعُمِائَةِ ألْفٍ - لا يَدْرِى أَبُو حَازِمٍ أيَّهُمَا قَالَ - مُتَمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لا يَدْخُلُ أوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ". [البخاري(6543) ومسلم(373)]

قال ابن الجوزي في [مشكل الصحيحين(2/281)]: وَقَوله: " على صُورَة الْقَمَر " أَي على ضوئه لَيْلَة الْبَدْر، لَيْلَة أَربع عشرَة.وَفِي تَسْمِيَتهَا بذلك قَولَانِ ذكرهمَا ابْن الْقَاسِم: أَحدهمَا: لأن الْقَمَر فِيهَا يُبَادر طلوعه غرُوب الشَّمْس. وَالثَّانِي: لامتلاء الْقَمَر وَحسنه وكماله. وروى البخاري في [صحيحه(3245)]

⏮ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً ".

🔹6- لا يرهقها قتر ولا ذلة:

قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}.

وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا شَرَحَ مَا يَحْصُلُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ السَّعَادَاتِ، شَرَحَ بَعْدَ ذَلِكَ الْآفَاتِ الَّتِي صَانَهُمُ اللَّه بِفَضْلِهِ عَنْهَا، فَقَالَ: وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ وَالْمَعْنَى: لَا يَغْشَاهَا قَتَرٌ، وَهِيَ غَبَرَةٌ فِيهَا سَوَادٌ وَلا ذِلَّةٌ وَلَا أَثَرُ هَوَانٍ وَلَا كُسُوفٍ. فالصفة الأولى: هي قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ [عَبَسَ: 40] . وَالصِّفَةُ الثَّانِيَةُ: هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ [الْغَاشِيَةِ: 2، 3] وَالْغَرَضُ مِنْ نَفْيِ هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، نَفْيُ أَسْبَابِ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ وَالذُّلِّ عَنْهُمْ، لِيُعْلَمَ أَنَّ نَعِيمَهُمُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّه تَعَالَى خَالِصٌ غَيْرُ مَشُوبٍ بِالْمَكْرُوهَاتِ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ مَا إِذَا حَصَلَ غَيَّرَ صَفْحَةَ الْوَجْهِ، وَيُزِيلُ مَا فِيهَا مِنَ النَّضَارَةِ وَالطَّلَاقَةِ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُمْ خَالِدُونَ فِي الْجَنَّةِ لَا يَخَافُونَ الِانْقِطَاعَ.[مفاتيح الغيب(17/ 241)]

✍🏻قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: «قَتْر» وفيه أربعة أقوال:
أحدها: أنه السواد. قال ابن عباس. سواد الوجوه من الكآبة. وقال الزجاج. القتر: الغبرة التي معها سواد.
والثاني: أنه دخان جهنم، قاله عطاء.
والثالث: الخزي، قاله مجاهد. والرابع: الغبار، قاله أبو عبيدة. وفي الذلة قولان: أحدهما: الكآبة، قاله ابن عباس. والثاني: الهوان، قاله أبو سليمان. [زاد المسير(2/ 327)]

🔹6- أثر السجود على وجوههم.
قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}

قال السعدي - رحمه الله تعالى -: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} أي: قد أثرت العبادة -من كثرتها وحسنها- في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت [بالجلال] ظواهرهم.[تيسير الكريم الرحمن(ص795)]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ". [البخاري(773)]

✍🏻جمعه أبو محمد/طاهر محمد السماوي وفقه الله تعالى 1/شعبان/1440هـ

════ ❁✿❁ ════ https://t.me/taheer77 ════ ❁✿❁ ════ *✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

السبت، 6 أبريل 2019

الأحاديث التي ذكرت في شأن أبواب الجنة وهي ضعيفة:

الأحاديث التي ذكرت في شأن أبواب الجنة وهي ضعيفة:
  • " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين حيث شاء، من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفيا، وقرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات "قل هو الله أحد" قال: فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: أو إحداهن ". [السلسلة الضعيفة(654) ضعيف جدا].
  • " أحد هذا جبل يحبنا ونحبه، إنه على باب من أبواب الجنة، وهذا عير جبل يبغضنا ونبغضه، إنه على باب من أبواب النار". [السلسلة الضعيفة(1618) ضعيف].
  • "إذا فرغ أحدكم من طهوره فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ثم يصلي علي، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الجنة". [السلسلة الضعيفة(2634) موضوع].
  • "أما لدنياك؛ فإذا صليت الصبع فقل بعد الصلاة الصبح: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثلاث مرات، يوقيك الله من بلايا أربع؛ من الجذام، والجنون، والعمى، والفالج. فأما لآخرتك؛ فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي رحمتك، وأنزل علي من بركاتك. والذي نفسي بيده لئن وافى بهن يوم القيامة لم يدعهن، ليفتحن له أربعة أبواب من الجنة، يدخل من أيها شاء". [السلسلة الضعيفة (2928) ضعيف جدا].
  • "اغزوا قزوين؛ فإنه من أعلى أبواب الجنة". [السلسلة الضعيفة (3245) منكر]
  • "عليكم بالصدق؛ فإنه باب من أبواب الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار". [السلسلة الضعيفة(3905) موضوع].
  • "من اجتنب من الرجال أربعاً؛ فتحت له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء: الدماء، والأموال، والفروج، والأشربة. ومن النساء: إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها؛ فتحت لها أبواب الجنة الثمانية؛ تدخل من أيها شاءت". [السلسلة الضعيفة(4534) ضعيف جداً].
  • "المعروف باب من أبواب الجنة، وهو يدفع مصارع السوء". [السلسلة الضعيفة (4680) موضوع].
  • "دخلت الجنة؛ فسمعت فيها خشفة بين يدي، فقلت: ما هذا؟ قال: بلال. قال: فمضيت؛ فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أر أحداً أقل من الأغنياء والنساء. قيل لي: أما الأغنياء؛ فهم ههنا بالباب يحاسبون ويمحصون. وأما النساء؛ فألهاهن الأحمران: الذهب والحرير. قال: ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية، فلما كنت عند الباب؛ أتيت بكفة فوضعت فيها، ووضعت أمتي في كفة؛ فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر رضي الله عنه، فوضع في كفة، وجيء بجميع أمتي في كفة فوضعوا، فرجح أبو بكر رضي الله عنه، وجيء بعمر فوضع في كفة، وجيء بجميع أمتي فوضعوا؛ فرجح عمر رضي الله عنه. وعرضت أمتي رجلاً رجلاً، فجعلوا يمرون، فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف، ثم جاء بعد الإياس، فقلت: عبد الرحمن! فقال: بأبي وأمي يا رسول الله! والذي بعثك بالحق! ما خلصت إليك حتى ظنت أني لا أنظر إليك أبداً إلا بعد المشيبات! قال: وما ذاك؟ قال: من كثرة مالي؛ أحاسب وأمحص". [السلسلة الضعيفة(5346) منكر جداً]
  • "رجب شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات؛ فمن صام يوماً من رجب؛ فكأنما صام سنة، ومن صام منه سبعة أيام؛ غلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام؛ فتحت له ثمانية أبواب الجنة،". [السلسلة الضعيفة(5413) موضوع].
  • "بينا أنا جالس؛ إذ جاء جبريل، فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة مثل وكري الطير، فقعد في إحداهما، وقعدت في الأخرى، فسمت فارتفعت؛ حتى سدت الخافقين؛ وأنا أقلب بصري، ولو شئت أن أمس السماء لمسست، فنظرت إلى جبريل كأنه حلس لاطىء، فعرفت فضل علمه بالله علي، وفتح لي بابين من أبواب الجنة، ورأيت النور الأعظم، وإذا دون الحجاب رفرف الدر والياقوت، فأوحى إلي ما شاء أن يوحي". [السلسلة الضعيفة(5444) ضعيف]
  • "إذا كان أول ليلة من رمضان؛ فتحت أبواب السماء؛ فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان. [السلسلة الضعيفة(5469) موضوع]
  • "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَكُشِفَتْ لَهُ الْحُجُبُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَاسْتَقْبَلَتْهُ الْحُورُ الْعِينُ، مَا لَمْ يَمْتَخِطْ أَوْ يَتَنَخَّعْ". [السلسلة الضعيفة(6719) منكر].
  • "من أطعم مؤمناً حتى يشبعه من سغبٍ؛ أدخله الله باباً من أبواب الجنة، لا يذخفه إلا من كان مثله". [السلسلة الضعيفة (6747) ضعيف جداً].
  • "من كن له ابنتان أو أختان أو عمتان أو خالتان فعالهن، فتحت له الثمانية أبواب الجنة، يا عباد الله! أغيثوه، يا عباد الله! أعطوه، يا عباد الله أقرضوه". [السلسلة الضعيفة (6862)منكر جداً].
  • "ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة". [السلسلة الضعيفة ( 7129) منكر جداً.]
  • "والذي نفسي بيده"، "ثلاث مرات". ثم أَكبَّ، فأَكبّ كلُّ رجل منا يبكي، لا ندري على ماذا حلف، ثم رفع رأْسه، وفي وجهه البُشرى، وكانت أحبَّ إلينا من حُمْرِ النَّعَمَ، قال: "ما من رجلٍ يصلي الصلوات الخمسَ، ويصوم رمضانَ، ويُخرجُ الزكاة، ويجتنبُ الكبائرَ السبعَ؛ إلا فُتِحَتْ له أَبوابُ الجِنانِ، وقيل له: ادخل بسلام". [ضعيف الترغيب والترهيب(210)]
  • إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادي الجليل رضوان خازن الجنة فيقول: لبيك وسعديك....-وفيه أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق النار. [حكم عليه بالوضع: ابن الجوزي في الموضوعات (2/187)]
  • إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ويؤتى بمنبرين من نور، فينصب أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره، ويعلوهما شخصان، فينادي الذي عن يمين العرش: معاشر الخلائق! من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا رضوان خازن الجنة، إن الله أمرني أن أسلم مفاتيح الجنة إلى محمد وأن محمدا أمرني أن أسلمها إلى أبي بكر وعمر ليدخلا محبيهما الجنة، ألا فشاهدوا. ثم ينادي الذي عن يسار العرش: معاشر الخلائق! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا مالك خازن النار، إن الله أمرني أن أسلم مفاتيح النار إلى محمد ومحمد أمرني أن أسلمها إلى أبي بكر وعمر ليدخلا مبغضيهما النار، ألا فاشهدوا". [((الأمن والعلى)) للبريلوي (57)وهو مكذوب ليس له سند].
  • أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ هَذَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ قَدْ أَتَاكَ بِالرِّضَا مِنْ رَبِّكَ"، فَأَقْبَلَ رِضْوَانُ حَتَّى سَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: "يَا مُحَمَّدُ: رَبُّ الْعِزَّةِ يُقْرِئُكَ السلام" - ومعه سقط مِنْ نُورٍ يَتَلَأْلَأُ - "وَيَقُولُ لك ربك: هذا مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا مَعَ مَا لَا يَنْتَقِصُ لَكَ مِمَّا عِنْدِي فِي الْآخِرَةِ مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ.....الحديث[ضعيف جداً رواه الواحدي في اسباب النزول(ص 224، 225)]
  • وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ قُرِئَتْ عِنْدَهُ يس وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، أَوْ قَرَأَهَا لَمْ يَقْبِضْ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ حَتَّى يَجِيئَهُ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ يَشْرَبُهَا وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ وَقَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ وَهُوَ رَيَّانُ، فَيَمْكُثُ فِي قَبْرِهِ وَهُوَ رَيَّانُ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ رَيَّانُ، وَلَا يَحْتَاجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى حَوْضٍ مِنْ حِيَاضِ الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ رَيَّانُ. [حديث باطل وموضوع السلسلة الضعيفة (4636)]
  • "والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا ندري على ماذا حلف ثم رفع رأسه في وجهه البشرى فكانت أحب إلينا من حمر النعم ثم قال ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له ادخل بسلام ". [سنن النسائي(2438) قال العلامة الألباني: ضعيف]
  • إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المَعْروفِ فِي الآخِرَةِ وإنّ أوَّلَ أهلِ الجَنَّةِ دخُولاً هُمْ أهْلُ المَعْرُوفِ. [(1838) ضعيف الجامع]
  • آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُهَيْنَةُ فَيَقُولُ أهْلُ الجَنَّةِ: عِندَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ.[ضعيف الجامع(6)]
  • أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً الذِي لَهُ ثمانونَ ألْفَ خادِمٍ واثْنَتانِ وسَبْعُونَ زَوْجَةً وتُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤلُؤٍ وزَبَرْجَدٍ وياقُوتِ كَمَا بَيْنَ الجابية وصنعاء. [ضعيف الجامع(266)]
  • إِذا اجْتَمَعَ العالِمُ وَالعابِدُ على الصِّرَاطِ قِيلَ لِلْعابِدِ: ادْخُلِ الجَنَّةَ وَتَنَعَّمْ بِعِبادَتِكَ وَقِيلَ لِلْعالِمِ قِفْ هُنَا فاشْفَعْ لِمَنْ أحْبَبْتَ فإِنَّكَ لَا تَشْفَعُ لأحَدٍ إلاَّ شُفِّعْتَ فَقَامَ مقَامَ الأنْبِياءِ. [(291) ضعيف الجامع].
  • إِذا أدْخَلَ الله المُوحِّدِينَ النَّارَ أماتَهُمْ فِيهَا إِماتَةً فَإِذا أرادَ أنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْهَا أمَسَّهُمْ ألَمَ العَذَابِ تِلْكَ السَّاعةَ. [(308) ضعيف الجامع]ومكتوب على باب الجنة لا يدخلها كذا كقوله: مكتوب على باب الجنة لا يدخلها نمام وكقوله: مكتوب على باب الجنة لا يدخلوها ديوث. ومكتوب على باب الجنة من صبر عبر.ومكتوب على باب الجنة محمد رسول الله أيدته بعلي. ومكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي أخو رسول الله قبل أن يخلق السموات بألفى عام.ومَكْتُوْبٌ فِي العَرْشِ: مُحَمَّدٌ، وَفِي الإِنْجِيْلِ: أَحْمَدُ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ: مَحْمُوْدٌ، وَعَلَى الصِّرَاطِ: حَمَّادٌ، وَعَلَى بَابِ الجَنَّةِ: حَامِدٌ، وَهُوَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ، وَهُوَ قُرَشِيٌّ. [كلها باطلة لا دليل عليها]
  • وينبغي أن نعلم أن الكلام في هذه المسألة أو غيرها مما يتعلق بالجنة ، أو النار ، أو غير ذلك من أمور الغيب ، لا يصح إلا بوحي ثابت من عند الله ، على لسان رسوله الصادق .
جمعه أبو محمد طاهر السماوي  وفقه الله

تلحين العبادات القولية

  📮التلحين في العبادات القولية. بالنسبه للتلحين في العبادات القولية لا يوجد عبادة من العبادات يشرع فيها التلحين والذي هو مشروع تحسين الصوت ...