📩 النصــح والتبيين بالبعد عن الجدال في الدين بين عباد الله المؤمنيين.
✍ الحمد للـــه رب العــالمـــين الرحــمن الرحيـــم مـــالك يــــوم الـــدين وعلــــى نبينـــا محمد البشـــير النـــذير من أرســل رحمــة للعالمـــين وعلـــى آلــــه وصــحبه المــتآلفين المـــتراحمين المتحــــابين ومـــن ســـار عــلى هديهـــم ونهجهـــم وطريقتــهم سالمـــاً من هوى النــفوس ونزغـــات الشياطيـــن الصـــلاة والتسلــــيم.
وبعد:
قال الله تعالى :{ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر:25] .
.
📦وعن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَهذه الآية { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } إلى قوله : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ } [آل عمران: 7]، فقال: (( يا عائشة : إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عناهم الله فاحذروهم )) رواه مسلم فإن من الأضرار العظيمة والمفاسد الكبيرة التي يسلكها العبد مع إخوانه لهو الوقوع في الجدال وكثرة المخالفة وهذالأمر مذموم كما تعلم أيها الأخ الحبيب.
📦 وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل.
ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } [الزخرف: 58] )) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الالباني
📮فقد كرة العلماء الجدال وذموه أيما ذم ونفروا عنه وحذروا منه وابتعدوا عن الوقوع فيه ومجالسة أهله بل عدوه من أعظم الأمراض التي تصيب القلوب وتفسدها.
▪قال الزُّهري: رأيت مالكًا ـ وقوم يتجادلون عنده ـ فقام ونفض رداءه وقال: إنَّما أنتم جرب.
📚ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك (2-39).
▪️ ﻭﻗﺎﻝ عمر بن عبدالعزيز -: ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺢ ﻣﻦ ﻋُﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاء ﻭاﻟﻐﻀﺐ ﻭاﻟﻄﻤﻊ. 📚اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻭاﻟﻨﻬﺎﻳﺔ (9/ 209)
▪️ وﻗﺎﻝ اﻷﻭﺯاﻋﻲ- ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ-: ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﺷﺮا ﺃﻟﺰﻣﻬﻢ اﻟﺠﺪﻝ، ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ اﻟﻌﻤﻞ).
📚(ﺷﺮﺡ ﺃﺻﻮﻝ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ (ﻣﺞ ﻃ 1/ 145))
▪️ وﻗﺎﻝ ﻣﺴﻌﺮ ﺑﻦ ﻛﺪاﻡ- ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻳﻮﺻﻲ اﺑﻨﻪ ﻛﺪاﻣﺎ:
ﺇﻧﻲ ﻣﻨﺤﺘﻚ ﻳﺎ ﻛﺪاﻡ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ... ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻟﻘﻮﻝ ﺃﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻔﻴﻖ
ﺃﻣﺎ اﻟﻤﺰاﺣﺔ ﻭاﻟﻤﺮاء ﻓﺪﻋﻬﻤﺎ ... ﺧﻠﻘﺎﻥ ﻻ ﺃﺭﺿﺎﻫﻤﺎ ﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺇﻧﻲ ﺑﻠﻮﺗﻬﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﻤﺪﻫﻤﺎ ... ﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﺟﺎﺭا ﻭﻻ ﻟﺮﻓﻴﻖ
ﻭاﻟﺠﻬﻞ ﻳﺰﺭﻱ ﺑﺎﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ... ﻭﻋﺮﻭﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻱ ﻋﺮﻭﻕ؟
📚(ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ (2/ 99))
📮ولو أن المسلم والعبد الصالح ترك هذا الأمر لغيره حتى يتبين ممن هو أعلم منه ولم يلج بنفسه في أمور لا يحسنها أو أمور لا يعرف دقيقها لكان ذلك من أعظم الخير الذي عمله لنفسه ولغيره.
▪قال الحافظ المزي: ولو سكت من لا يدري لاستراح وأراح، وقل الخطأ، وكثر الصواب ] .
📚تهذيب الكمال (4-362) .
فالجدال بالباطل والمهاترات بين المسلم وأخيه فيه الضرر والشرر إلا ما كان نافعا.
▪️ قال العلامة العثيمين رحمه الله: المجادلة والمناظرة نوعان:
النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.
النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بها ] .
العلم (164).
فالجدال والمهاترات من أعظم مايضر الدعوة الواحدة لاسيما فيما يسوغ فيه الإختلاف في التنوع والفهم ولا يكون هناك تضاد لأصول الدين والشريعة.
📮وقال تعالى:{ يا أيها الذين أمنوا أتقوا الـلـه وأصلحوا ذات بينكم واتقوا اللـه }
💎 وما أجمل هذه النصيحة التي تكتب بماء العيون.
وقـال الإمـام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في إحدى رسائله : وقـــد بلغـــني أنكـــم اختلفــتم في مسائل " أدى بكم " إلى النّزاع والجدال ، وليس هذا شأن طلاب الآخرة، فاتقوا الله، وتأدبوا بآداب العلم، واطلبوا الثواب من الله في تعلمه وتعليمه وأتبعوا العلم العمل فإنه ثمـرته في حصـوله ، كما في الأثر : " مـن عمـل بمـا علـم أورثه الله علــم ما لــم يعلــم " ، وكونوا متعاونين على البر والتقوى، ومن علامـة إخــلاص طالـب العلم ، أن يكون: صموتا عما لا يعنيه، متذللا لـربه متواضعــا لعبــاده ، متورعـا
متأدبا ، لا يبالي ظهـر الحــق على لســانه أو لســان غيره ، ولا ينتــصر لنفـسه ، ولا يفتــخر، ولا يحــقد ، ولا يحســـد ، ولا يميل به الهــوى ، ولا يركــن إلى زينة الدنيا )
📚الدرر السنية - 1 / 405-406 .*
‼فاحـــذروا يا طلــبة العــلم من حب الممــــاراة والإستعـــلاء بالقــول فهو داء طلبــة العلـــم اليـــوم وسبب التنــازع فيـما بينـهم وسبـب الحســد الــذي يورث العــداوة والبغضـــاء فيــوقِع في الظلــم والفســاد للخيـر الذي تحمـــلونه وتدعـــون إليه.
فاللـــه اللـــه في الدعـــــوة إلـــى الله وإلــى دين الله تعالــــى والتأسي بالصالحين الهــداة المهتــدين والحـمـد لله رب العـالمـــين.
✍🏻 كتبه أخوكم ومحبكم / أبو محمد طاهر السماوي.
الٲحد/17/جمادى الآخر/ 1439ﮫ
✍ الحمد للـــه رب العــالمـــين الرحــمن الرحيـــم مـــالك يــــوم الـــدين وعلــــى نبينـــا محمد البشـــير النـــذير من أرســل رحمــة للعالمـــين وعلـــى آلــــه وصــحبه المــتآلفين المـــتراحمين المتحــــابين ومـــن ســـار عــلى هديهـــم ونهجهـــم وطريقتــهم سالمـــاً من هوى النــفوس ونزغـــات الشياطيـــن الصـــلاة والتسلــــيم.
وبعد:
قال الله تعالى :{ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر:25] .
.
📦وعن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَهذه الآية { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } إلى قوله : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ } [آل عمران: 7]، فقال: (( يا عائشة : إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عناهم الله فاحذروهم )) رواه مسلم فإن من الأضرار العظيمة والمفاسد الكبيرة التي يسلكها العبد مع إخوانه لهو الوقوع في الجدال وكثرة المخالفة وهذالأمر مذموم كما تعلم أيها الأخ الحبيب.
📦 وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل.
ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } [الزخرف: 58] )) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الالباني
📮فقد كرة العلماء الجدال وذموه أيما ذم ونفروا عنه وحذروا منه وابتعدوا عن الوقوع فيه ومجالسة أهله بل عدوه من أعظم الأمراض التي تصيب القلوب وتفسدها.
▪قال الزُّهري: رأيت مالكًا ـ وقوم يتجادلون عنده ـ فقام ونفض رداءه وقال: إنَّما أنتم جرب.
📚ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك (2-39).
▪️ ﻭﻗﺎﻝ عمر بن عبدالعزيز -: ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺢ ﻣﻦ ﻋُﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاء ﻭاﻟﻐﻀﺐ ﻭاﻟﻄﻤﻊ. 📚اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻭاﻟﻨﻬﺎﻳﺔ (9/ 209)
▪️ وﻗﺎﻝ اﻷﻭﺯاﻋﻲ- ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ-: ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﺷﺮا ﺃﻟﺰﻣﻬﻢ اﻟﺠﺪﻝ، ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ اﻟﻌﻤﻞ).
📚(ﺷﺮﺡ ﺃﺻﻮﻝ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ (ﻣﺞ ﻃ 1/ 145))
▪️ وﻗﺎﻝ ﻣﺴﻌﺮ ﺑﻦ ﻛﺪاﻡ- ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻳﻮﺻﻲ اﺑﻨﻪ ﻛﺪاﻣﺎ:
ﺇﻧﻲ ﻣﻨﺤﺘﻚ ﻳﺎ ﻛﺪاﻡ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ... ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻟﻘﻮﻝ ﺃﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻔﻴﻖ
ﺃﻣﺎ اﻟﻤﺰاﺣﺔ ﻭاﻟﻤﺮاء ﻓﺪﻋﻬﻤﺎ ... ﺧﻠﻘﺎﻥ ﻻ ﺃﺭﺿﺎﻫﻤﺎ ﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺇﻧﻲ ﺑﻠﻮﺗﻬﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﻤﺪﻫﻤﺎ ... ﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﺟﺎﺭا ﻭﻻ ﻟﺮﻓﻴﻖ
ﻭاﻟﺠﻬﻞ ﻳﺰﺭﻱ ﺑﺎﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ... ﻭﻋﺮﻭﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻱ ﻋﺮﻭﻕ؟
📚(ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ (2/ 99))
📮ولو أن المسلم والعبد الصالح ترك هذا الأمر لغيره حتى يتبين ممن هو أعلم منه ولم يلج بنفسه في أمور لا يحسنها أو أمور لا يعرف دقيقها لكان ذلك من أعظم الخير الذي عمله لنفسه ولغيره.
▪قال الحافظ المزي: ولو سكت من لا يدري لاستراح وأراح، وقل الخطأ، وكثر الصواب ] .
📚تهذيب الكمال (4-362) .
فالجدال بالباطل والمهاترات بين المسلم وأخيه فيه الضرر والشرر إلا ما كان نافعا.
▪️ قال العلامة العثيمين رحمه الله: المجادلة والمناظرة نوعان:
النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.
النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بها ] .
العلم (164).
فالجدال والمهاترات من أعظم مايضر الدعوة الواحدة لاسيما فيما يسوغ فيه الإختلاف في التنوع والفهم ولا يكون هناك تضاد لأصول الدين والشريعة.
📮وقال تعالى:{ يا أيها الذين أمنوا أتقوا الـلـه وأصلحوا ذات بينكم واتقوا اللـه }
💎 وما أجمل هذه النصيحة التي تكتب بماء العيون.
وقـال الإمـام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في إحدى رسائله : وقـــد بلغـــني أنكـــم اختلفــتم في مسائل " أدى بكم " إلى النّزاع والجدال ، وليس هذا شأن طلاب الآخرة، فاتقوا الله، وتأدبوا بآداب العلم، واطلبوا الثواب من الله في تعلمه وتعليمه وأتبعوا العلم العمل فإنه ثمـرته في حصـوله ، كما في الأثر : " مـن عمـل بمـا علـم أورثه الله علــم ما لــم يعلــم " ، وكونوا متعاونين على البر والتقوى، ومن علامـة إخــلاص طالـب العلم ، أن يكون: صموتا عما لا يعنيه، متذللا لـربه متواضعــا لعبــاده ، متورعـا
متأدبا ، لا يبالي ظهـر الحــق على لســانه أو لســان غيره ، ولا ينتــصر لنفـسه ، ولا يفتــخر، ولا يحــقد ، ولا يحســـد ، ولا يميل به الهــوى ، ولا يركــن إلى زينة الدنيا )
📚الدرر السنية - 1 / 405-406 .*
‼فاحـــذروا يا طلــبة العــلم من حب الممــــاراة والإستعـــلاء بالقــول فهو داء طلبــة العلـــم اليـــوم وسبب التنــازع فيـما بينـهم وسبـب الحســد الــذي يورث العــداوة والبغضـــاء فيــوقِع في الظلــم والفســاد للخيـر الذي تحمـــلونه وتدعـــون إليه.
فاللـــه اللـــه في الدعـــــوة إلـــى الله وإلــى دين الله تعالــــى والتأسي بالصالحين الهــداة المهتــدين والحـمـد لله رب العـالمـــين.
✍🏻 كتبه أخوكم ومحبكم / أبو محمد طاهر السماوي.
الٲحد/17/جمادى الآخر/ 1439ﮫ
