الجمعة، 13 ديسمبر 2019

🔰 *وما آفة الأخبار إلا رواتها*

🔰 يا أهل السنة: *وما آفة الأخبار إلا رواتها* .


✍🏻 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

◼فقد ذكر بعض الأخوة أن أحد الأساتذة أراد أن يبين معنى هذه المقولة الشائعة: (وما آفة الأخبار إلا رواتها)، فأخذ بطاقة وكتب فيها خبراً صاغه هو، في عدة أسطر، وكان في الفصل ثلاثون طالباً.

◻فجاء لأول طالب في طرف الفصل، وأطلعه على البطاقة، فقرأ الخبر، ثم قال للطالب، أخبر الطالب الذي بجوارك عن الخبر، وهكذا كل طالب يخبر الذي بجواره، حتى آخر طالب.

وهكذا تناقل الطلاب في الفصل الخبر كل طالب ينقل بالهمس في أذن من بجواره، حتى وصل الخبر إلى آخر طالب في الفصل.

ثم طلب الأستاذ من الطالب أن يقوم ويذكر الخبر الذي وصله بصوت مسموع، فسمع كل من بالفصل الخبر من الطالب ونظر بعضهم إلى بعض، المفاجأة أن الخبر الذي أخبر به الطالب ليس هو الخبر الذي ذكره الطالب في أول الفصل. وقرأه الأستاذ من البطاقة! تغير الخبر وتحرّف !

فهذا في مجتمع الفصل بيئة ومكان وزمان متحدة وواحدة؛ فما بالك ببيئة المجتمع العام المختلف في كل شيء غير المتحد، حيث الخبر عرضة للتغير بكل تلك المؤثرات ما شاء الله!

ولهذا قال الله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ﴾

🔰قال العلامة الأمير القنوجي: قرأ الجمهور من التبين وقرىء فتثبتوا من التثبت، والمراد من التبين التعرف والتفحص ومن التثبت الإفادة وعدم العجلة، والتبصر بالأمر الواقع، والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر، وفي تنكير الفاسق والنبأ شياع في الفساق والأنباء كأنه قال: أي فاسق جاءكم بأي نبأ فتوقفوا فيه، وتطلبوا بيان الأمر وانكشاف الحقيقة، ولا تعتمدوا على قول الفساق لأن من لا يتحامى جنس الفسوق لا يتحامى الكذب الذي هو نوع منه.

◽ عن الحارث بن ضرار الخزاعي: قدمتُ على رسولِ اللهِ ﷺ فدعاني إلى الإسلامِ فدخلتُ فيه وأقررتُ به فدعاني إلى الزكاةِ فأقررتُ بها وقلتُ يا رسولَ اللهِ أرجعُ إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلامِ وأداءِ الزكاةِ فمن استجابَ لي جمعتُ زكاتَهُ فيُرسلُ إليَّ رسولُ اللهِ ﷺ رسولًا إبانَ كذا وكذا ليأتيكَ ما جمعتُ من الزكاةِ فلمّا جمعَ الحارثُ الزكاةَ ممَّن استجابَ له وبلغَ الإبانَ الذي أرادَ رسولُ اللهِ ﷺ أن يبعثَ إليه احتبسَ عليهِ الرسولُ فلم يأتِهِ فظنَّ الحارثُ أنه قد حدثَ فيه سخطةٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ ورسولِهُ فدَعا بسرواتِ قومِهِ فقال لهم إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان وَقَّتَ لي وقتًا يُرسلُ إليَّ رسولَهُ ليَقبضَ ما كان عندي من الزكاةِ وليس من رسولِ اللهِ ﷺ الخُلْفُ ولا أرى حَبْسَ رسولِه إلا من سخطةٍ كانت فانطَلِقوا فنأْتِي رسولَ اللهِ ﷺ وبعثَ رسولُ اللهِ ﷺ الوليدَ بنَ عقبةَ على الحارثِ ليَقبضَ ما كان عندَهُ ممّا جمعَ من الزكاةِ فلمّا أن سارَ الوليدُ حتى بلغَ بعضَ الطريقِ فَرَقَّ فرجعَ وأَتى رسولَ اللهِ ﷺ فقال يا رسولَ اللهِ إنَّ الحارثَ منعني الزكاةَ وأرادَ قَتْلِي فضربَ رسولُ اللهِ ﷺ البَعْثَ إلى الحارثِ فأَقْبَلَ الحارثُ بأصحابِه حتى إذا استقبلَ البَعْثَ وفَصَلَ من المدينةِ لَقِيَهُم الحارثُ فقالوا هذا الحارثُ فلمّا غَشِيَهُم قال لهم إلى من بُعِثْتُمْ قالوا إليكَ قال ولِمَ قالوا إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان بعثَ إليكَ الوليدَ بنَ عقبةَ فزعمَ أنكَ منعتَهُ الزكاةَ وأردتَ قتلَه قال لا والذي بعثَ محمدًا بالحقِّ ما رأيتهُ بَتَّةً ولا أتاني فلمّا دخلَ الحارثُ على رسولِ اللهِ ﷺ قال منعتَ الزكاةَ وأردتَ قتلَ رسولي قال لا والذي بعثكَ بالحقِّ ما رأيتهُ ولا أتاني وما أقبلتُ إلا حين احْتُبِسَ عليَّ رسولُ رسولِ اللهِ ﷺ خشيتُ أن تكونَ كانت سخطةً من اللهِ عزَّ وجلَّ ورسولِهُ قال فنزلتْ الحجراتُ {يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ} إلى هذا المكانِ {فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمِةً واللهُ عَلِيمٌ حَكِيم ٌ}
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ٧/٢٣٢ • إسناده صحيح • أخرجه أحمد (١٨٤٥٩)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٣٥٣)، والطبراني (٣/٢٧٤) (٣٣٩٥) باختلاف يسير.

🔰 وللشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله كلام على الوليد بن عقبة في الأنوار الكاشفة (ص٢٦٣) أثبت فيه أنه لم يؤثر له رواية عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ومن جملة ما نفاه هذا الحديث.

🔰 قال العلامة الطبري: وقوله ﴿أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾
يقول تعالى ذكره: فتبيَّنوا لئلا تصيبوا قوما برآء مما قذفوا به بجناية بجهالة منكم ﴿فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ يقول: فتندموا على إصابتكم إياهم بالجناية التي تصيبونهم بها.

◼وإنما كان الفاسق معرَّضاً خبره للريبة والاختلاق لأن الفاسق ضعيف الوازع الديني في نفسه، وضعف الوازع يجرئه على الاستخفاف بالمحظور، وبما يخبر به في شهادة أو خَبَر يترتب عليهما إضرار بالغير أو بالصالح العام، ويقوي جُرأته على ذلك دوماً إذا لم يتب ويندم على ما صدر منه ويقلع عن مثله. [كما في ابن عاشور:٢٦/٢٣١]

✍🏻السؤال: لماذا أمرنا بالتبين في خبر الفاسق؟
← بينها بقوله : ﴿أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا﴾ أيْ لِئَلّا قَوْمًا، أوْ كَراهَةَ أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ، أيْ لِظَنِّكُمُ النَّبَأ الَّذِي جاءَ بِهِ الفاسِقُ حَقًّا فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ مِن إصابَتِكم لِلْقَوْمِ المَذْكُورِينَ نادِمِينَ لِظُهُورِ كَذِبِ الفاسِقِ فِيما أنْبَأ بِهِ عَنْهم.

🔰 قال المحقق ابن القيم: وَهاهُنا فائِدَةٌ لَطِيفَةٌ، وهي أنَّهُ سُبْحانَهُ لَمْ يَأْمُرْ بِرَدِّ خَبَرِ الفاسِقِ وتَكْذِيبِهِ ورَدِّ شَهادَتِهِ جُمْلَةً، وإنَّما أمَرَ بِالتَّبَيُّنِ، فَإنْ قامَتْ قَرائِنُ وأدِلَّةٌ مِن خارِجٍ تَدُلُّ عَلى صِدْقِهِ عُمِلَ بِدَلِيلِ الصِّدْقِ، ولَوْ أخْبَرَ بِهِ مَن أخْبَرَ، فَهَكَذا يَنْبَغِي الِاعْتِمادُ في رِوايَةِ الفاسِقِ وشَهادَتِهِ، وكَثِيرٌ مِنَ الفاسِقِينَ يَصْدُقُونَ في أخْبارِهِمْ ورِواياتِهِمْ وشَهاداتِهِمْ، بَلْ كَثِيرٌ مِنهم يَتَحَرّى الصِّدْقَ غايَةَ التَّحَرِّي، وفِسْقُهُ مِن جِهاتٍ أُخَرَ، فَمِثْلُ هَذا لا يُرَدُّ خَبَرُهُ ولا شَهادَتُهُ، ولَوْ رُدَّتْ شَهادَةُ مِثْلِ هَذا ورِوايَتُهُ لَتَعَطَّلَتْ أكْثَرُ الحُقُوقِ، وبَطَلَ كَثِيرٌ مِنَ الأخْبارِ الصَّحِيحَةِ، ولاسِيَّما مَن فِسْقُهُ مِن جِهَةِ الِاعْتِقادِ والرَّأْيِ، وهو مُتَحَرٍّ لِلصِّدْقِ، فَهَذا لا يُرَدُّ خَبَرُهُ ولا شَهادَتُهُ.
وَأمّا مَن فِسْقُهُ مِن جِهَةِ الكَذِبِ فَإنْ كَثُرَ مِنهُ وتَكَرَّرَ، بِحَيْثُ يَغْلِبُ كَذِبُهُ عَلى صِدْقِهِ، فَهَذا لا يُقْبَلُ خَبَرُهُ ولا شَهادَتُهُ، وإنْ نَدُرَ مِنهُ مَرَّةً ومَرَّتَيْنِ، فَفي رَدِّ شَهادَتِهِ وخَبَرِهِ بِذَلِكَ قَوْلانِ لِلْعُلَماءِ، وهُما رِوايَتانِ عَنِ الإمامِ أحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ.

◻* (فائدة)
قالَ أصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ: إذا شَهِدَ الفاسِقُ عِنْدَ الحاكِمِ وجَبَ عَلَيْهِ التَّوَقُّفُ في القَضِيَّةِ، وقَدْ يَحْتَجُّ لَهُ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾
وَحَرْفُ المَسْألَةِ: أنَّ مَدارَ قَبُولِ الشَّهادَةِ، ورَدِّها، عَلى غَلَبَةِ ظَنِّ الصِّدْقِ وعَدَمِهِ.
والصَّوابُ المَقْطُوعُ بِهِ أنَّ العَدالَةَ تَتَبَعَّضُ، فَيَكُونُ الرَّجُلُ عَدْلًا في شَيْءٍ، فاسِقًا في شَيْءٍ، فَإذا تَبَيَّنَ لِلْحاكِمِ أنَّهُ عَدْلٌ فِيما شَهِدَ بِهِ: قَبِلَ شَهادَتَهُ ولَمْ يَضُرَّهُ فِسْقُهُ في غَيْرِهِ.
وَمَن عَرَفَ شُرُوطَ العَدالَةِ، وعَرَفَ ما عَلَيْهِ النّاسُ تَبَيَّنَ لَهُ الصَّوابُ في هَذِهِ المَسْألَةِ، واللَّهُ أعْلَمُ.(التفسير القيم لابن القيم)

🔰ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻨﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻧﺔ, ﻭﺳﻌﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺎﻧﺔ, ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻜﻼﻡ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻹﻳﻘﺎﻉ اﻷﺫﻯ ﻭﺇﻟﺤﺎﻕ اﻟﻀﺮﺭ ﺑﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ, ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ: {ﻭﻳﻞ ﻟﻜﻞ ﻫﻤﺰﺓ ﻟﻤﺰﺓ}
ﻭﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ اﻟﺬﻡ ﻟﻠﻤﻜﺬﺑﻴﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ: {ﻭﻻ ﺗﻄﻊ ﻛﻞ ﺣﻼﻑ ﻣﻬﻴﻦ * ﻫﻤﺎﺯ ﻣﺸﺎء ﺑﻨﻤﻴﻢ}
وﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻧﻤﺎﻡ) ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ: (ﻗﺘﺎﺕ) (ﻣﺴﻠﻢ (105))

🔰ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﺇﻥ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻧﺎﺭ ﻭﻳﻚ ﻣﺤﺮﻗﺔ ... ﻓﻔﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﺎﻫﺎ.

🔰ﻓﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﺭﻫﺎ ﺟﺴﻴﻤﺔ, ﻭﺁﻓﺘﻬﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ, ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻼﺋﻖ اﻟﻤﻮﺩﺓ, ﻭﺗﺒﻌﺚ اﻟﻌﺪاﻭﺓ ﻭاﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭاﻟﺸﺪﺓ, ﻓﻤﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻤﺎﻡ ﺧﻠﻴﻠﻪ ﻫﻠﻚ, ﻭﻳﺮﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ اﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻣﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﺎ ﻫﻠﻜﺎ ... ﻣﺒﻠﻐﻚ اﻟﺸﺮ ﻛﺒﺎﻏﻴﻪ ﻟﻜﺎ

🔰ﺃﻣﺎ اﻷﻋﺸﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻊ اﻟﻮاﺷﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮا ﻟﻪ ... ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﻤﻘﺮﺑﺎ.

🔰ﺃﻣﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪﻭﺱ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﺸﺘﻢ ﺃﺥ ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺎﺗﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:ﺇﻧﻤﺎ
ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﺸﺘﻢ ﻋﻦ ﺃﺥ ... ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺎﺗﻢ ﻻ ﻣﻦ ﺷﺘﻤﻚ
ﺫاﻙ ﺷﻲء ﻟﻢ ﻳﻮاﺟﻬﻚ ﺑﻪ ... اﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻤﻚ
ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﻨﺼﺮﻙ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺧﺎ ... ﺫا ﺣﻔﺎﻅ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﻚ

🔰ﻗﺎﻝ اﻻﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻨﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺘﻨﺔ اﺷﻬﺮ. ﻭﻗﺎﻝ اﻷﻣﺎﻡ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ ﻧﻢ ﻟﻚ ﻧﻢ ﺑﻚ ﻭﻣﻦ اﺫا اﺭﺿﻴﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ, ﻭاﺫا اﻏﻀﺒﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ.

ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﺐ اﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ ﻣﺪﺣﻚ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ ﻓﻼ ﺗﺄﻣﻦ اﻥ ﻳﺬﻣﻚ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻚ, ﻭﻗﺎﻝ: اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ, ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﻴﻚ ﺣﺪﻳﺜﺎ, ﻓﺎﻋﻠﻢ اﻧﻪ ﻳﻨﻘﻞ اﻟﻰ ﻏﻴﺮﻙ ﺣﺪﻳﺜﻚ.

ﻭﻟﻠﻪ ﺩﺭ اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟﺬﻳﺒﺎﻧﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻟﺌﻦ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﻲ ﺧﻴﺎﻧﺔ ... ﻟﻤﺒﻠﻐﻚ اﻟﻮاﺷﻲ ﺃﻏﺶ ﻭﺃﻛﺬﺏ.

🔰ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ اﻷﺳﻮﺩ اﻟﺪﺅﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻻ ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻧﻤﻴﻤﺔ ﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ... ﻭﺗﺤﻔﻈﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺒﺎﻛﻬﺎ
ﺇﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﻫﺪﻯ ﺇﻟﻴﻚ ﻧﻤﻴﻤﺔ ... ﺳﻴﻨﻢ ﻋﻨﻚ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺎﻛﻬﺎ

ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ:
ﺗﻤﺸﻴﺖ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ... ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻔﻴﺎء اﻟﻨﻤﺎﺋﻢ

ﻭﻣﻤﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩاﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﻪ: "ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﻳﺎﻙ ﻭاﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ".
🔰ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: "اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ اﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭاﻟﻤﺸﺎﺣﻨﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ, ﻭاﻟﺴﻌﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﺮﻕ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻭﻳﺸﺘﺖ ﺷﻤﻠﻬﻢ, ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺳﻌﺎﻳﺔ اﻟﻮاﺷﻲ ﺑﺤﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻞ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺗﻜﺐ اﻟﻮاﺷﻲ ﻣﻦ اﻹﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺒﻰ ﺑﻔﻌﻠﻪ".

🔰ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻟﺰﻭﻡ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﺑﺘﺮﻙ اﻟﺘﺠﺴﺲ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻊ اﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﻋﻴﻮﺏ ﻧﻔﺴﻪ.

🔰وﻗﺼﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ:
ﺭﻭﻱ اﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻞ, ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺷﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﺟﻞ اﺧﺮ, ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ: ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻣﺮ اﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻧﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ اﻟﻴﻪ, ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ اﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻻﻳﺔ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺇﻥ ﺟﺎءﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺈ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮا}, ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ اﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻻﻳﺔ: {ﻫﻤﺎﺯ ﻣﺸﺎء ﺑﻨﻤﻴﻢ} ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻚ ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﻌﻔﻮ ﻳﺎاﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ , ﻻﺃﻋﻮﺩ اﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ اﺑﺪا. (كما في صيد الأفكار).

🔰فكم ابتلي المسلمون بمثل هذا فتقطعت علاقاتهم وزرعت بينهم الأحقاد وحلت البغضاء والتدابر والتقاطع وارتكبوا الآثام والكبائر ولو نظرنا في حقيقة ما بين كثير من المسلمين لوجدناها *وما آفة الأخبار إلا رواتها.*

🔰والذي ابتلي به الدعاة إلى الله تعالى لا سيما أهل السنة لهي مصيبة عدم التثبت من رواة الأخبار والأقوال وأنا أسميها *(شركة قالوا)* كما قالت العرب *بئس مطية الكذب زعموا*
فالله تعالى ضبط لنا هذا في كتابه وحذر من عدم العمل به وهذا لعظم فسادة وخطورة ضرره وشره على المسلمين جميعا.

🔰وأعلم أن من أعظم ضرب الدول والدعوات والأفراد والجماعات لهي نشر الشائعات من المغرضين وأصحاب القلوب المريضة المفسدة في الأرض.

🔰فعليك أخي المسلم أن تتثبت وتتبين ولا تصدق كل ماهب ودب بل من أسباب رد كلام العالم إذا أخذ عن كل ماهب ودب ولم يتبين في قوله وأمره فيكون مردود البيان والعلم والجرح والتعديل.

🔰ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﻔﺰاﺭﻱ اﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻢ. (مقدمة مسلم)

🔰وعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : بَقِيَّةُ صَدُوقُ اللِّسَانِ، وَلَكِنَّهُ يَأْخُذُ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ.(مقدمة مسلم)

🔰وإن مما ابتلي به العباد لاسيما أهل السنة السماع والتصديق للمغرضين الذين يفسدون الأخوة والمحبة بينهم من بعض المدسوسين في أوساطهم ممن ليس منهم فيتزيا بزيهم ويتكلم بلسانهم ويظهر التمسك بطريقتهم ولاهم له إلا الفساد بين الأحبة وهذا كثير لا كثرهم الله نسأل الله أن يعصم قلوبنا بالكتاب والسنة وأن يألف بينها ويجمعها على الخير والنفع للأمة وأن يسخرنا لخدمة دينه ونسأل الله تعالى المثوبة والقبول إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.

✍🏻كتبه أخوكم ومحبكم في الله/
أبو محمد/ طاهر بن محمد السماوي وفقه الله.
15/ ربيع الأخر/ 1441ه

════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

تلحين العبادات القولية

  📮التلحين في العبادات القولية. بالنسبه للتلحين في العبادات القولية لا يوجد عبادة من العبادات يشرع فيها التلحين والذي هو مشروع تحسين الصوت ...