*✍🏻 معاملة الناس ومراتبهم على خمسة دواوين.*
اجعلْ قلبَكَ روضةً غنَّاءَ، تُزهرُ فيها معاني *الأخوةِ والصداقةِ والصحبةِ والمعرفةِ والإسلامِ،* ورتِّبْ أزهارَها في دواوينَ مُحكمةِ النسقِ، بديعةِ الترتيبِ، تُعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، وتُنزلُ كلَّ امرئٍ منزلتَهُ.
👍🏻فاجعلْ ديوانَ الإخوانِ هوَ الصفوةَ المُختارةَ، الذينَ صدقوا في عُرىٰ الأخوةِ، وتَواصوا بالحقِّ والصبرِ، وتقاسموا الحلوَ والمُرَّ. هؤلاءِ همْ أهلُ الثقةِ والودِّ الخالصِ، لهمْ كاملُ الحقوقِ عليكَ، من النصرةِ والمؤازرةِ، وحفظِ السرِّ، وسدِّ الخَللِ، فهمْ بمنزلةِ الجوارحِ من الجسدِ، يؤلمُكَ ما يؤلمُهم، ويسرُّكَ ما يسرُّهم.
👍🏻ثمَّ يليهم في المنزلةِ ديوانُ الأصدقاءِ، الذينَ ارتقتْ علاقتُكَ بهم إلىٰ مرتبةِ الودِّ والوفاءِ، ولكنَّها لم تبلغْ مبلغَ الأخوةِ الصادقةِ. هؤلاءِ لهمْ حقُّ الصداقةِ، من الإخلاصِ والنصيحةِ والمساندةِ في الشدائدِ، فهمْ بمنزلةِ الأعينِ التي ترىٰ بها، تُبصرُكَ عيوبَكَ، وتُزينُ لكَ محاسنَكَ.
👍🏻وبعدَهم يأتي ديوانُ الأصحابِ، وهم الذينَ جمعتْكَ بهم مجالسُ الحياةِ ومصاحبةُ الأيامِ، وإنْ لم تبلغْ صحبتُهم درجةَ الصداقةِ الخالصةِ. لهؤلاءِ حقُّ الصحبةِ، من حُسنِ العشرةِ ولينِ الجانبِ وكفِّ الأذىٰ، فهمْ بمنزلةِ الأطرافِ التي تتحركُ بها، تُعينُكَ علىٰ قضاءِ حوائجِكَ.
👍🏻ثمَّ يليهم ديوانُ المعارفِ، وهم الذينَ تعرفُهم بحكمِ الزمانِ والمكانِ، ولصلةِ المعرفةِ بينهم وبينكَ حقٌّ. لهمْ حقُّ المعرفةِ، من إفشاءِ السلامِ، وحُسنِ الكلامِ، وقضاءِ ما تيسرَ من الحوائجِ، فهمْ بمنزلةِ الثيابِ التي تسترُ بها عورتَكَ، وتُجَمِّلُ بها مظهرَكَ.
👍🏻وأخيرًا، يأتي ديوانُ سائرِ المسلمينَ، الذينَ يجمعُكَ بهم ربٌّ واحدٌ، ونبيٌّ واحدٌ، وقبلةٌ واحدةٌ. لهؤلاءِ حقُّ الإسلامِ العامِّ، من المحبةِ في اللهِ، والنصيحةِ بالخيرِ، وكفِّ الأذىٰ، والدعاءِ لهمْ بظهرِ الغيبِ، فهمْ بمنزلةِ الأمةِ الواحدةِ، يَشدُّ بعضُها بعضًا.
*ولكنَّ العدلَ يقتضي أن تُنزلَ المسيءَ من مرتبتِهِ إلىٰ ما يستحقُّهُ فعلُهُ. فمنْ أساءَ من الإخوانِ، فليُنزلْ إلىٰ مرتبةِ الأصدقاءِ، لعلَّ في البُعدِ عتابًا، وفي الجفاءِ إصلاحًا. ومنْ أساءَ من الأصدقاءِ، فليُهبطْ إلىٰ منزلةِ الأصحابِ، ليتذكرَ قَدْرَ الصداقةِ التي فرَّطَ فيها. ومنْ أساءَ من الأصحابِ، فليُخفضْ إلىٰ رتبةِ المعارفِ، ليعلمَ أنَّ حُرمةَ الصحبةِ ليستْ بالهينةِ. ومنْ تمادىٰ في الإساءةِ، ولم يرتدعْ، فليُجعلْ في ديوانِ سائرِ المسلمينَ، مع الحفاظِ علىٰ حقِّ الإسلامِ العامِّ، ولكنْ مع الحذرِ والاحترازِ من شرِّهِ.*
هكذا تكونُ قدْ أنزلتَ الناسَ منازلَهم، وأعطيتَ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فاستقامَ أمرُكَ، وصلُحَ حالُكَ، وعشتَ في سلامٍ مع نفسِكَ ومعَ الآخرينَ، مُقتديًا بقولِ الحقِّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
كتبه/
أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله.
٣/ ذو القعدة/ ١٤٤٦هجرية
════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
قناة الواتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق