الخميس، 9 أغسطس 2018

☑يا_معاشر_الدعاة_الأمر_ليس_بالهين

#نصائح_وتوجيهــــات.

#يا_معاشر_الدعاة_الأمر_ليس_بالهين.


☒ خاطبكم الله تعالـــى بقوله تعالى: { ﺃﺗﺄﻣﺮﻭﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻭﺗﻨﺴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺘﻠﻮﻥ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻓﻼ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ}.

⇐ قال العلامة السعدي رحمه الله: {ﺃﺗﺄﻣﺮﻭﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺮ}
.
{ﺃﺗﺄﻣﺮﻭﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺮ}
ﺃﻱ: ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭاﻟﺨﻴﺮ {ﻭﺗﻨﺴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ}
ﺃﻱ: ﺗﺘﺮﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭاﻟﺤﺎﻝ: {ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺘﻠﻮﻥ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻓﻼ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ}
ﻭﺃﺳﻤﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻘﻼ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻘﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻳﻨﻌﻘﻞ ﺑﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻀﺮﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ اﻟﻌﻘﻞ ﻳﺤﺚ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ، ﻭﺃﻭﻝ ﺗﺎﺭﻙ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ، ﻓﻤﻦ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﺃﻭ ﻧﻬﺎﻩ ﻋﻦ اﻟﺸﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﻛﻪ، ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺟﻬﻠﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ، ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺠﺔ.
ﻭﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﻬﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻟﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﻛﺒﺮ ﻣﻘﺘﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ}
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ﺃﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺮﻙ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻷﻧﻬﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻮاﺟﺒﻴﻦ، ﻭﺇﻻ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭاﺟﺒﻴﻦ: ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻧﻬﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻧﻬﻴﻬﺎ، ﻓﺘﺮﻙ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺧﺼﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ اﻵﺧﺮ، ﻓﺈﻥ اﻟﻜﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮاﺟﺒﻴﻦ، ﻭاﻟﻨﻘﺺ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻬﻤﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺄﺣﺪﻫﻤﺎ ﺩﻭﻥ اﻵﺧﺮ، ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺭﺗﺒﺔ اﻷﻭﻝ، ﻭﻫﻮ ﺩﻭﻥ اﻷﺧﻴﺮ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻥ اﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﺠﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ اﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻤﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻌﻠﻪ، ﻓﺎﻗﺘﺪاﺅﻫﻢ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻗﺘﺪاﺋﻬﻢ ﺑﺎﻷﻗﻮاﻝ اﻟﻤﺠﺮﺩﺓ. [تيسير الكريم الرحمن ص51]

⇐ قال العلامة الشوكاني رحمه الله: ﻭاﻟﻬﻤﺰﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺗﺄﻣﺮﻭﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻟﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺒﻴﻦ، ﻭﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮاﺩ ﺗﻮﺑﻴﺨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺣﺴﻦ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﻙ ﻓﻌﻞ اﻟﺒﺮ اﻟﻤﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﺗﻨﺴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻬﺮ ﺑﺘﺰﻛﻴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺩﻋﺎﺓ اﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺇﻳﻬﺎﻣﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺗﻠﺒﻴﺴﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ:

ﻭﺻﻔﺖ اﻟﺘﻘﻰ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻚ ﺫﻭ ﺗﻘﻰ ... ﻭﺭﻳﺢ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﺗﺴﻄﻊ.
[فتح القدير(1/91)]

⇐وقال الشوكاني: وﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻓﻼ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ اﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻟﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭاﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﻟﻬﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ اﻷﻭﻝ ﻭﺃﺷﺪ، ﻭﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻗﺮﻉ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺎﺳﺘﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭﻻ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻣﻊ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻷﻣﺮ اﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﻭﻧﺎﺩﻭا ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺇﻳﻬﺎﻣﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺒﻠﻐﻮﻥ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﺠﺠﻪ، ﻭﻣﺒﻴﻨﻮﻥ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺒﻴﺎﻧﻪ، ﻭﻣﻮﺻﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻮﺩﻋﻬﻢ ﻭاﺋﺘﻤﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻢ ﺃﺗﺮﻙ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺃﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﻌﻪ ﻭﺃﺯﻫﺪﻫﻢ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﺭﺑﻂ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺒﻴﻨﺔج ﻟﺤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻛﺎﺷﻔﺔ ﻟﻌﻮاﺭﻫﻢ ﻭﻫﺎﺗﻜﺔ ﻷﺳﺘﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮا ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻌﻠﺔ اﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﻭاﻟﺨﺼﻠﺔ اﻟﻔﻈﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﻼﻭﺗﻪ، ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻤﻌﺮﻱ:
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﻤﻞ اﻟﺘﻮﺭاﺓ ﻗﺎﺭﺋﻬﺎ ... ﻛﺴﺐ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻻ ﺣﺐ اﻟﺘﻼﻭاﺕ
ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﻊ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﻊ، ﻭﻣﻦ ﺗﻮﺑﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺑﻴﺦ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺣﻤﻠﺔ اﻟﺤﺠﺔ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺪﺭاﺳﺔ ﻟﻜﺘﺐ اﻟﻠﻪ، ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻮﻧﻜﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻘﻞ ﺣﺎﺋﻼ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺫاﺋﺪا ﻟﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﺯاﺟﺮا ﻟﻜﻢ ﻣﻨﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺃﻫﻤﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﻫﻤﺎﻟﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻮﺟﺒﻪ اﻟﻌﻠﻢ.[فتح القدير(1/92)]

⇐ قال الفخر الرازي: ﻭﺳﺒﺐ اﻟﺘﻌﺠﺐ ﻭﺟﻮﻩ:

❐ اﻷﻭﻝ: ﺃﻥ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﺇﺭﺷﺎﺩ اﻟﻐﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﻩ ﻋﻤﺎ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺴﺪﺓ، ﻭاﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻐﻴﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺸﻮاﻫﺪ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﻨﻘﻞ ﻓﻤﻦ ﻭﻋﻆ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻆ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻠﻬﺬا ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻼ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ.

❐اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﻋﻆ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻆ ﺻﺎﺭ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻋﻆ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻷﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺘﺨﻮﻳﻔﺎﺕ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﻫﺬا ﺩاﻋﻴﺎ ﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﺠﺮاءﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺽ اﻟﻮاﻋﻆ اﻟﺰﺟﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺑﻔﻌﻞ/ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﺠﺮاءﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ اﻟﻌﻘﻼء، ﻓﻠﻬﺬا ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻼ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ.

❐اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﻋﻆ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻭﻋﻈﻪ ﻧﺎﻓﺬا ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮﺏ. ﻭاﻹﻗﺪاﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻔﺮ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻦ اﻟﻘﺒﻮﻝ، ﻓﻤﻦ ﻭﻋﻆ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻭﻋﻈﻪ ﻣﺆﺛﺮا ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﻭﻋﻈﻪ ﻣﺆﺛﺮا ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮﺏ. ﻓﺎﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼء، ﻭﻟﻬﺬا
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻗﺼﻢ ﻇﻬﺮﻱ ﺭﺟﻼﻥ: ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻬﺘﻚ ﻭﺟﺎﻫﻞ ﻣﺘﻨﺴﻚ. [مفاتيح الغيب(3/488)]

✑ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭاﺋﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﺳﺎﻣﺔ -ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺩﻳﻔﻪ-: ﺃﻻ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺃﺳﻤﻌﻜﻢ. ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺘﺢ ﺃﻣﺮا -ﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ اﻓﺘﺘﺤﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭاﺋﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﺳﺎﻣﺔ -ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺩﻳﻔﻪ-: ﺃﻻ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺃﺳﻤﻌﻜﻢ. ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺘﺢ ﺃﻣﺮا -ﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ اﻓﺘﺘﺤﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﺇﻧﻚ ﺧﻴﺮ اﻟﻨﺎﺱ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻴﺮا -ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: "ﻳﺠﺎء ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺘﻨﺪﻟﻖ ﺑﻪ ﺃﻗﺘﺎﺑﻪ ، ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ اﻟﺤﻤﺎﺭ ﺑﺮﺣﺎﻩ، ﻓﻴﻄﻴﻒ ﺑﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ؟ ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺁﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻻ ﺁﺗﻴﻪ، ﻭﺃﻧﻬﺎﻛﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺁﺗﻴﻪ" . [ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺮﻗﻢ (3267) ﻭﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺮﻗﻢ (2989)].

✑ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻣﺮﺭﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺷﻔﺎﻫﻬﻢ ﺗﻘﺮﺽ ﺑﻤﻘﺎﺭﻳﺾ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻫﺆﻻء؟ " ﻗﺎﻟﻮا: ﺧﻄﺒﺎء ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻠﻮﻥ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻓﻼ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ؟ [المسند(3/120)ﺻﺤﻴﺢ اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﺑﺮﻗﻢ (35) "ﻣﻮاﺭﺩ" ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ (1/151)]وهو في السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني(291)

⇐قال ابن كثير: ﻭاﻟﻐﺮﺽ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻴﻊ ﻭﻧﺒﻬﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺌﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ، ﻭﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮاﺩ ﺫﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻟﻪ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻟﻪ، ﻓﺈﻥ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ
[ ﻣﻌﺮﻭﻑ]ﻭﻫﻮ ﻭاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻟﻜﻦ
[ اﻟﻮاﺟﺐ ﻭ]اﻷﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: {ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻟﻔﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎﻛﻢ ﻋﻨﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﻻ اﻹﺻﻼﺡ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻴﺐ}. ﻓﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻭاﺟﺐ، ﻻ ﻳﺴﻘﻂ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺘﺮﻙ اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺢ ﻗﻮﻟﻲ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭاﻟﺨﻠﻒ. [تفسير ابن كثير(1/246)]

✑ ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﺴﺮاﺝ ﻳﻀﻲء ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻳﺤﺮﻕ ﻧﻔﺴﻪ"[(أخرجه الطبراني(2/165) قال الهيثمي رجاله موثوقون)]وهو في السلسلة الصحيحة(3379)

☚ ﻭﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ: ﻳﻄﻠﻊ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻟﻢ ﺩﺧﻠﺘﻢ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﻧﺤﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﺩﺧﻠﻨﺎ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻜﻢ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ ﻧﻔﻌﻠﻪ. ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻭﻋﻆ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺿﺎﻉ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻣﻦ ﻭﻋﻆ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻧﻔﺬﺕ ﺳﻬﺎﻣﻪ.

☚ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻋﺮ:
[ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮﻩ ... ﻫﻼ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻛﺎﻥ ﺫا اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺗﺼﻒ اﻟﺪﻭاء ﻟﺬﻱ اﻟﺴﻘﺎﻡ ﻭﺫﻱ اﻟﻀﻨﺎ ... ﻛﻴﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺑﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺳﻘﻴﻢ
اﺑﺪﺃ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﺎﻧﻬﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﻬﺎ ... ﻓﺈﺫا اﻧﺘﻬﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺣﻜﻴﻢ
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﻘﺒﻞ ﺇﻥ ﻭﻋﻈﺖ ﻭﻳﻘﺘﺪﻯ ... ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻣﻨﻚ ﻭﻳﻨﻔﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ

☚ﻗﻴﻞ: ﻋﻤﻞ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺭﺟﻞ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﻋﻆ ﻭاﺗﻌﻆ ﻓﻤﺤﻠﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻢ.

☚ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﺎﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﻭاﻋﻈﺎ ﺯاﻫﺪا ﻓﺮﺅﻱ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﺑﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ ﻓﻘﺎﻻ: ﻣﻦ ﺭﺑﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﺩﻋﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا ﺳﻨﺔ ﻓﺘﻘﻮﻻﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ؟ [مفاتيح الغيب للرازي(3/389)]

❀ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ:
ﻣﺎ ﺃﻗﺒﺢ اﻟﺘﺰﻫﻴﺪ ﻣﻦ ﻭاﻋﻆ ... ﻳﺰﻫﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺰﻫﺪ ...
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﺰﻫﻴﺪﻩ ﺻﺎﺩﻗﺎ ... ﺃﺿﺤﻰ ﻭﺃﻣﺴﻰ ﺑﻴﺘﻪ اﻟﻤﺴﺠﺪ ...
ﺇﻥ ﺭﻓﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻪ ... ﻳﺴﺘﻔﺘﺢ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺴﺘﺮﻗﺪ ...
اﻟﺮﺯﻕ ﻣﻘﺴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻯ ... ﻳﺴﻘﻰ ﻟﻪ اﻷﺑﻴﺾ ﻭاﻷﺳﻮﺩ ...
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺟﻠﺲ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ اﻟﺤﻴﺮﻱ اﻟﺰاﻫﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻓﺄﻃﺎﻝ اﻟﺴﻜﻮﺕ، ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﻏﻴﺮ ﺗﻘﻲ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻘﻰ ... ﻃﺒﻴﺐ ﻳﺪاﻭﻱ ﻭاﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺮﻳﺾ ...
ﻗﺎﻝ: ﻓﻀﺞ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﻭﺻﻔﺖ اﻟﺘﻘﻰ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻚ ﺫﻭ ﺗﻘﻰ ... ﻭﺭﻳﺢ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ ﺗﻘﻄﻊ ...
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻷﺳﻮﺩ اﻟﺪﺅﻟﻲ:
ﻻ ﺗﻨﻪ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻣﺜﻠﻪ ... ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﺫا ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻈﻴﻢ ...
ﻓﺎﺑﺪﺃ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﺎﻧﻬﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﻬﺎ ... ﻓﺈﺫا اﻧﺘﻬﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺣﻜﻴﻢ ...
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﻘﺒﻞ ﺇﻥ ﻭﻋﻈﺖ ﻭﻳﻘﺘﺪﻯ ... ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻣﻨﻚ ﻭﻳﻨﻔﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ...
[اﻧﻈﺮ: ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ﻻﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ (15/253)].

📝كتبه أخوكم ومحبكم/ أبو محمد طاهر السماوي.
7/شوال/1439ﮪ.


*نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين*

════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
       ════ ❁✿❁ ════
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تلحين العبادات القولية

  📮التلحين في العبادات القولية. بالنسبه للتلحين في العبادات القولية لا يوجد عبادة من العبادات يشرع فيها التلحين والذي هو مشروع تحسين الصوت ...